وأنك لو قطعت يدي ورجلي ... لقلقت من الرضا أحسنت زيدي .
وكتب إلى الخيزران وهي في منتزه له : .
نحن في أفضل السرور ولكن ... ليس إلا بكم يتم السرور .
عبت ما نحن فيه يا أهل ودي ... إنكم غبتم ونحن حضور .
فأغذوا المسير بل إن قدرتم ... أن تطيروا مع الرياح فطيروا .
دخل ابن الخياط المكي عليه فقبل يده ومدكه فأمر له بخمسين ألف درهم فلما قبضها فرقها على الناس وقال : .
لمست بكفي كفه أبتغي الغنى ... ولم أدر أن الجود من كفه يعدي .
فلا أنا منه ما أفاد ذوو الغنى ... أفدت وأعداني فضيعت ما عندي .
فبلغ المهدي ذلك فأعطاه لكل درهم ديناراً أخذ هذا المعنى فنظمه البحتري وزاد عليه فقال : .
من شاكر عني الخليفة في الذي ... أولاه من طول ومن إحسان .
ملأت يداه يدي فشرد جوده ... بخلي فأفقرني كما أغناني .
حتى لقد أفضلت من أفضاله ... ورأيت نهج الجود حيث أراني .
ووثقت بالخلف الجميل معجلاً ... منه فأعطيت الذي أعطاني .
وعنفه والده المنصور لجزعه على جارية فقدها فقال له : كيف أوليك الأمر من الأمة وأنت تجزع على أمة ؟ فقال : لم أجزع على قيمتها وإنما أجزع على شيمتها وجلس المهدي جلوساً عاماً فدخل عليه رجل وفي يده منديل فيه نعل فقال : يا أمير المؤمنين هذه نعل رسول الله A قد أهديتها لك فاخذها منه وقبل باطنها ووضعها على عينيه وأمر له بعشرة آلاف درهم فلما خرج الرجل قال لجلسايه : أتروني أني أعلم أن رسول الله A لم يرها فضلاً عن أن يكون لبسها ولو كذبناه لقال للناس : أتيت أمير المؤمنين بنعل رسول الله A فردها علي وكان من يصدقه أكثر ممن يكذبه غذ كان من شأن العامة الميل إلى أشكالها والنصرة للضعيف على القوي وإن كان ظالماً فاشترينا لسانه وقبلنا هديته وصدقنا قوله وكان الذي فعلناه أرجح وأنجح .
أبو الشيص الخزاعي محمد بن عبد الله بن رزين الشاعر المشهور الملقلب بأبي الشيص وهو ابن عم دعبل الخزاعي توفي سنة ماتين أو قبلها قال ابن الجوزي : سنة ست وتسعين وماية وقد كف بصره قال أبو الشيص وهو مشهور عنه : .
وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي ... متأخر عنه ولا متقدم .
أجد الملامة في هواك لذيذة ... حباً لذكرك فليلمني اللوم .
أشبهت أعدائي فصرت أحبهم ... إذ كان حظي منك حظي منهم .
وأهنتني فأهنت نفسي عامداً ... ما من يهون عليك ممن يكرم .
قوله أجد الملامة البيت أخذه بعض المغاربة فقال : .
هددت بالسلطان فيك وإنما ... أخشى صدودك لا من السلطان .
أجد اللذاذة في الملام فلو درى ... أخذ الرشا مني الدي يلحاني .
وخالفه أبو الطيب فقال : .
أأحبه وأحب فيه ملامة ... إن الملامة فيه من أعدايه .
ولأبي الشيص أيضاً : .
لا تنكري صدي ولا إعراضي ... ليس المقل عن الزمان براض .
شيئان لا تصبو النساء إليهما ... حلي المشيب وحلة الانفاض .
حسر المشيب قناعه عن رأسه ... فرمينه بالصد والإعراض .
ولربما جعلت محاسن وجهه ... لجفونها غرضاً من الأغراض .
ابن درهم الأسدي محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم أبو أحمد الأسدي مولاهم الكوفي الجبال قال العجلي : كوفي ثقة يتشيع وقال أبو حاتم : حافظ للحديث عابد مجتهد له أوهام توفي في جمادى الأولى سنة ثلث وماتين ورى عنه الجماعة