بدر الدين ابن الفويرة الحنفي محمد بن عبد الرحمن بن محمد ابن عبد الرحمن بن حفاظ بدر الدين السلمي الدمشقي الحنفي المعروف بابن الفويرة تفقه على الصدر سليمان وبرع في المذهب وأفتى ودرس وأخذ العربية عن الشيخ جمال الدين ابن مالك ونظر في الأصول وقال الشعر الفايق وكان ذا مرؤة ودين ومعروف هو والد جمال الدين وأخبرني ولده أنه تأدب على تاج الدين الصرخذي ومن شعره : .
وشاعر يسحرني طرفه ... ورقة الألفاظ من شعره .
أنشدني نظماً بديعاً له ... أحبب بذاك النظم من ثغره .
حدث عن السخاوي وغيره وروى عنه الدمياطي في معجمه توفي سنة خمس وسبعين وست ماية ومن شعره ما أنشدنيه من لفظه ولده جمال الدين يحيى قال : أنشدني والدي لنفسه : .
عاينت حبة خاله ... في روضة من جلنار .
فغدا فؤادي طايراً ... فاصطاده شرك العذار .
ومنه بالسند المذكور : .
كانت دموعي حمراً قبل بينهم ... فمذ نأوا قصرتها لوعة الحرق .
قطفت باللحظ ورداً من خدودهم ... فاستقطر البعد ماء الورد من حدقي .
ومنه بالسند المذكور : .
ورياض كلما انقطفت ... نثرت أوراقها ذهبا .
تحسب الأغصان حين شدا ... فوقها القمري منتحبا .
ذكرت عصر الشباب وقد ... لبست أبراده القشبا .
فانثنت في الدوح راقصة ... ورمت أثوابها طربا .
ناصر الدين ابن المقدسي المشنوق محمد بن عبد الرحمن بن نوح بن محمد الفقيه الرئيس ناصر الدين ابن المقدسي الدمشقي الشافعي تففه على والده العلامة شمس الدين وسمع من ابن اللتي حضوراً وتاج الدين بن حمويه وتميز في الفقه قليلاً ودرس بالرواحية وتربة م الصالح ثم داخل الدولة وتوصل إلى أن ولي سنة سبع وثمانين وكالة بيت المال ونظر جميع الأوقاف بدمشق وفتح أبواب الظلم وخلع عليه بطرحة غير مرة وخافه الناس وظلم وعسف وعدى طوره وتحامق حتى تبرم به النايب ومن دونه وكاتبوا فيه فجاء الجواب بالكشف عما أكل من الأوقاف ومن أموال السلطان وابرطيل فرسموا عليه بالعذراوية وضربوه بالمقاريع فباع ما يقدر عليه وحمل جملة وذاق الهوان واشتفى منه الأعادي وكان قد أخذ من السامري الزنبقية فمضى إليه وتغمم له متشفياً فقال : سألتك الله أن لا تعود تجيء إلي فقال : مو ينصبر لي وصنع الأبيات التي أولها : .
ورد البشير بما أقر الأعينا ... فشفى الصدور وبلغ الناس المنى .
إن أنكر اللص القطيم فعاله ... بالمسلمين فأول القتلى أنا .
ولما ولاه السلطان الوكالة قال علاء الدين علي بن مظفر الوداعي نقلت ذلك من خطه : .
قل للمليك أمده ... رب العلى منه بروح .
إن الذي وكلته ... لا بالنصيح ولا الفصيح .
وهو ابن نوح فاسئل ال ... قرآن عن عمل ابن نوح .
وكان يباشر شهادة جامع العقيبة فحصل بينه وبين قاضي القضاة بها الدين ابن الظكي تغير فتوجه إلى مصر ودخل على الشجاعي فأدخله على السلطان وأخبره بأشياء منها أمر بنت الملك الأشرف موسى بن العادل وأنها أباعت أملاكها وهي سفيهة تساوي أضعاف ما أباعته فوكله السلطان وكالة خاصة وعامة فرجع إلى دمشق وطلب مشتري أملاكها بعد أن أثبت سفهها فأبطل بيعها واسترجع الأملاك من السيف السامري وغيره وأخذ منهم تفاوت المغل وأخذ الخان الذي بناه الملك الناصر قريب الزنجيلية وبستانين بالنيرب ونصف حزرما ودار السعادة وغير ذلك ورده إلى بنت الشرف ثم إنه عوضها عن هذه الأملاك شيئاً يسيراً وأثبت رشدها واشترى ذلك منها وكان من أمره ما كان ثم إنه طلب إلى مصر فوجد مشنوفاً بعمامته سنة تسع وثمانين وست ماية ثم جاء المرسوم بحمله إلى الديار المصرية فخافوا من غايته ولما كان ثالث شعبان سنة تسع وثمانين وست ماية أصبح مشنوقاً بعمامته في العذراوية وحضر جماعة ذوو عدل وشاهدوا الحال ودفن بمقابر الصوفية