شمس الدين ابن البعلبكي محمد بن عبد الرحمن بن يوسف ابن محمد الإمام المفتي البارع شمس الدين أبو عبد الله ابن الشيخ المفتي الزاهد فخر الدين البعلبكي الحنبلي ولد سنة أربع وأربعين وسمع من خطيب مردا وشيخ الشيوخ شرف الدين الأنصاري والفقيه محمد اليونيني والزين ابن عبد الدايم والرضي بن البرهان والنجم الباذرائي وجماعة ونتفقه على والده وعلى الشيخ شمس الدين بن قدامة وجمال الدين ابن البغيدادي ونجم الدين ابن حمدان وقرأ الأصول على مجد الدين الروذراوري وبرهان الدين المراغي والأدب على الشيخ جمال الدين ابن مالك والشيخ أحمد المصري وقرأ المعاني والبيان على بدر الدين ابن مالك وحفظ القرآن وصلى بالناس وهو ابن تسع وحفظ المقنع ومنتهى السول للآمدي ومقدمتي أبي البقاء وقرأ معظم الشافية التي لابن مالك وكان أحد الأذكياء المناظرين العارفين بالمذهب وأصوله والنحو وشواهده وله معرفة حسنة بالحديث والسماء وغير ذلك وعناية بالرواية وأسمع أولاده الحديث توفي سنة تسع وتسعين وست ماية .
شمس الدين بن سامة المحدث محمد بن عبد الرحمن بن سامة بن كوكب بن عز بن حميد الطائي السوادي الدمشقي الصالحي الحنبلي الحافظ المتقن المحدث الصالح شمس الدين أبو عبد الله نزيل القاهرة ولد سنة اثنتين وستين وسمعوه من ابن عبد الدايم وطلب بنفسه وسمع من ابن أبي عمر وابن الدرجي والكمال عبد الرحيم وأصحاب حنبل والكندي وارتحل فسمع بمصر من العز الحراني وابن خطيب المزة وغازي الحلاوي وببغداد من الكمال ابن الفويرة وعدة وبواسط وحلب والثغر وانتهى إلى أصبهان قال الشيخ شمس الدين : وما أحسبه ظفر بها برواية وقرأ الكثير من الأمهات وانتفع به الطلبة وكان فصيحاً سريع القراءة حسن الخط له مشاركة في أشياء وفيه كيس وتواضع وعفة ودين وتلاوة وله أوراد وتزوج بآخره وكان عمه شهاب الدين ابن سامة محدثاً عدلاً شروطياً نسخ الأجزاء وحمل عن ابن عبد الدايم وعدة وتوفي صاحب الترجمة سنة ثمان وسبع ماية .
الشيخ صفي الدين الهندي محمد بن عبد الرحمن بن محمد الأرموي العلامة الأوحد الشيخ صفي الدين الهندي الشافعي الأصولي نزيل دمشق ومدرس الظاهرية وشيخ الشيوخ ولد بالهند سنة أربع وأربعين وتفقه هناك بجده لأمه ثم رحل من دلهي سنة سبع وستين إلى اليمن فأعطاه صاحبها أربع ماية دينار فحج وخاطب ابن سبعين وقدم صمر ثم سار إلى لاروم فأقام بقونية وسيواس مدة وأخذ عن سراج الدين الأرموي المعقول وقدم دمشق سنة خمس وثمانين وسمع من الفخر علي وأقرأ الأصول والمعقول وصنف الفايق في أصول الدين وأفتى وكان يحفظ ربع القرآن وفيه دين وتعبد وله أوراد درس بالواحية وأشغل بالجامع وكان حسن العقيدة ويكتب خطا ردئاً إلى الغاية توفي سنة خمس عشرة وسبع ماية .
العتقي محمد بن عبد الرحمن بن القسم بن خالد بن جنادة أبو عبد الرحمن العتقي المصري مات بمصر سنة أربع وثمانين وثلث ماية في أيام العزيز له التاريخ الكبير المشهور كتاب الوسيلة إلى درك الفضيلة سيرة العزيزة كتاب أدب الشهادة وكان خصيصاً بالعزيز وله عليه رزق وإقطاعات إلى أن عمل التاريخ فأحضر الوزير ابن كلس وأخرق به إلى أن شفع فأمر بأخذ إقطاعه وأمره بلزوم داره إلى أن مات والعتقي نسبة إلى الله تعالى كانوا جماعة من أفناء اقبايل منهم من حجر حمير ومن مذحج ومن كنانة وغيرهم تجمعوا وأقاموا بناحية الساحل من أرض تهامة يقطعون على من أراد النبي A وكانت لهم ناقة حزماء فكان يقال لهم بنو الحزماء فبعث النبي A من جاء بهم أسرى وعرض عليهم الإسلام فأسلموا فقال لهم : أنتم عتقاء الله فسألوه أن يكتب لهم بعتقهم كتاباً ففعل فقالوا له : وبعتقنا من الناؤ فقال : ومن الناؤ وكان ذلك الكتاب عند رئيسهم حسان بن أسعد بن حجر حمير فلما انقرض ولده وصل الكتاب إلى حجر بن الحرث بن هدرة بن سبرة أحد بن مالك بن كنانة فلما هلكت ابنته عتاهية بنت حجر دفعته إلى ابنة سليم امرأة منهم وقال سعيد بن عفير : وهو اليوم عندهم بأهناس من نواحي مصر