صحة المرء للسقام طريق ... وطريق الفناء هذا البقاء .
بالذي نغتدي نموت ونحيي ... اقتل الداء للنفوس الدواء .
ما لقينا من غدر دينا فلاكا ... نت ولا كان أخذها والعطاء .
صلف تحت راعد وسراب ... كرعت فيه مومس خرقاء .
راجع جودها عليها فمهما ... يهب الصبح يسترد المساء .
ليت شعري حلماً تمر به الأي ... ام أم ليس تعقل الأشياء .
من فساد يكون في عالم الكو ... ن فما للنفوس منه اتقاء .
وقليلاً ما يصحب المهجة الجس ... م ففيم الشقا وفيم العناء .
قبح الله لذة لشقانا ... نالها الأمهات والآباء .
نحن لولا الوجود لم نألم الفق ... د فإيجادنا علينا بلاء .
ولقد أيد الاله عقولاً ... حجة العود عندها الابداء .
غير دعوى قوم على الميت شيء ... انكرته الجلود والأعضاء .
وإذا كان بالعيان خفاء ... كيف بالغيب يستبين الخفاء .
كثير من الناس ينسب هذه القصيدة لأبي العلاء المعري وهو معذور لأنها من نفسه وإنما هذه لابن الشبل يرثي بها أخاه أحمد وأما القصيدة الأولى قمثلها للبحتري وهي : .
أناة أيها الفلك المدار ... أنهب ما تطرف أم جبار .
ستفنى مثل ما تفني وتبلى ... كما تبلي فيدرك منك ثار .
وما أهل المنازل غير ركب ... مطاياهم رواح وابتكار .
لنا في الدهر آمال طوال ... نرجيها وأعمار قصار .
واهون بالخطوب على خليع ... إلى اللذات ليس له عذار .
فآخر يومه سكر تجلى ... غوايته وأوله خمار .
ومن شعر أبي علي بن الشبل : .
وكأنما الإنسان فيه غيره ... متكوناً والحسن فيه معار .
متصرف وله القضاء مصرف ... ومكلف وكأنه مختار .
طوراً تصوبه الحظوظ وتارة ... حظ تحيل صوابه الأقدار .
تعمى بصيرته ويبصر بعدما ... لا يسترد الفايت استبصار .
فتراه يؤخذ قلبه من صدره ... ويرد فيه وقد جرى المقدار .
فيظل يضرب بالملامة نفسه ... ندماً إذا لعبت به الأفكار .
لا يعرف التفريط في إيراده ... حتى يبينه له الأصدار .
ومنه : .
إذا جار الزمان على كريم ... أعار صديقه قلب العدو .
ومنه : .
إن تكن تجزع من دم ... عي إذا فاض فصنه .
أو تكن أبصرت يوماً ... سيداً يعفو فكنه .
أنا لا أصبر عمن ... لا يحل الصبر عنه .
كل ذنب في الهوى يغ ... فر لي ما لم أخنه .
ومنه : .
قالوا القناعة عز والكفاف غنى ... والذل والعار حرص النفس والطمع .
صدقتم من رضاه سد جوعته ... إن لم يصبه بماذا عنه يقتنع .
ومنه : .
قالوا وقد مات محبوب فجعت به ... وبالصبى وأرادوا عنه سواني .
ثانية في الحسن موجود فقلت لهم ... من أين للهوى الثاني صبى ثان .
ومنه : .
بنا إلى الدير من درتا صبابات ... فلا تلمني فما تغني الملامات .
لا يبعدن وإن طال الزمان به ... أيام لهو عهدناه وليلات .
فكم قضيت لبانات الشباب بها ... غنماً وكم بقيت عندي لبانات .
ما أمكنت دولة الأفراح مقبلة ... فانعم ولذ فإن العيش تارات .
قبل ارتجاع الليالي وهي عارية ... وإنما لذة الدنيا إعارات .
قم فاجل في فلك الظلماء شمس ضحى ... بروجها الدهر طاسات وكاسات .
لعله إن دعا داعي الحمام بنا ... نقضي وأنفسنا منا رويات .
بم التعلل لولا ذاك من زمن ... أحياؤه باعتياد الهم أموات .
دارت تحيي فقابلنا تحيتها ... وفي حشاها لقرع المزج روعات