عذراء أخفى مزاج الماء سورتها ... لم يبق من روحها إلا حشاشات .
مدت سرادق برق من أبارقها ... على مقابلها منها ملالات .
فلاح في أذرع الساقين أسورة ... تبراً وفوق نحور الشرب جامات .
قد وقع الدهر سطراً في صحيفته ... لا فارقت شارب الخمر المسرات .
خذ ما تعجل واترك ما وعدت به ... فعل اللبيب فللتأخير آفات .
وللسعادة أوقات ميسرة ... تعطي السرور وللأحزان أوقات .
قلت : شعر جيد في الذروة وشعره جيد كثير وقد عده ابن أبي أصبيعة في جملة الأطباء .
ابن الكتاني الطبيب محمد بن الحسين أبو عبد الله المعروف بابن الكتاني قال ابن أبي أصيبعة : أخذ الطب عن عمه محمد بن الحسين وطبقته وخدم به المنصور محمد بن أبي عامر وابنه المظفر ثم انتقل في صدر الفتنة إلى مدينة سرقطة وأقام بها وكان بصيراً بالطب متقدماً فيه ذا حظ من المنطق والنجوم وكثير من علوم الفلسفة قال القاضي صاعد : أخبرني عنه الوزير أبو المطرف أنه كان دقيق الذهن ذكي الخاطر جيد الفهم حسن التوليد وكان ذا ثروة وغنى واسع وتوفي قريباً من سنة عشرين وأربع ماية وقد قارب الثمانين قال : وقرأت في بعض تواليفه أنه أخذ المنطق عن محمد بن عبدون الجيلي وعمر بن يونس بن أحمد الحراني وأحمد بن خفصون الفيلسوف وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم القاضي النحوي وأبي عبد الله محمد بن مسعود البجائي ومحمد بن ميمون المعروف بمركوس وأبي القسم فيد بن نجم وسعيد بن فتحون السرقسطي المعروف بالحمار وأبي الحرث الأسقف تلميذ ربيع بن زيد الفيلسوف وأبي مدين البجائي ومسملة بن أحمد المجريطي .
ابن حبوس الفاسي محمد بن الحسين بن عبد الله بن حبوس أبو عبد الله الفاسي الشاعر مفلق بديع النظم ساير القول له ديوان شعر روى شعره عبد العزيز بن زيدان توفي سنة سبعين وخمس ماية أو فيما قيل قبل ذلك .
أبو المكارم الآمدي محمد بن الحسين الأديب الكامل أبو المكارم الآمدي من فحول الشعراء تأخر حتى مدح ابن هبيرة وتوفي سنة اثنتين وخمسين وخمس ماية ومن شعره : .
أبا حسن كففت عن التقاضي ... بوعدك لاعتصابك بالمطال .
ومن ذم السؤال فلي لسان ... فصيح دأبه حمد السؤال .
جزى الله السؤال الخير أني ... عرفت به مقادير الرجال .
محمد بن الحسين بن محمد البخاري تفقه وبرع في النظر وولي القضاء وكان متواضعاً جواداً حسن الأخلاق توفي ببخارا وكتب على قبره : .
من كان معتبراً ففينا معتبر ... أو شامتاً فالشامتون على الأثر .
وكان فيه تساهل يقول : من صنف شيئاً جاز لكل من يروي عنه ذلك ووفاته في سنة اثنتي عشرة وخمس ماية .
قاضي العسكر الأرموي محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن ظفر القاضي شمس الدين أبو عبد الله العلوي الحسيني الأرموي المصري المعروف بقاضي العسكر ولد سنة ثمان وسبعين وتفقه على شيخ الشيوخ صدر الدين وصحبه مدة وولي نقابة الأشراف وقضاء العسكر وترسل إلى العراق وكان من كبار الأيمة وصدور المصريين وله يد طولي في الأصول والنظر توفي سنة خمسين وست ماية .
ابن المقدسية المالكي محمد بن الحسين بن عبد السلام بن عتيق بن محمد العدل شرف الدين أبو بكر التميمي السفاقسي ثم الاسكندري المالكي المعروف بابن المقدسية لأنه ابن أخت الحافظ أبي الحسن ابن المفضل المقدسي ولد سنة ثلث وسبعين وحضر سماع المسلسل بالأولية عند السلفي وناب في القضاء بالاسكندرية وتوفي سنة أربع وخمسين وست ماية