ابن الفراء الحنبلي محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد أبو خازم ابن الفراء أخو القاضي أبي يعلى الحنبلي سمع الحديث ببغداد وسافر إلى مصر فنزل تنيس وتوفي بها سابع عشر المحرم سنة ثلاثين وأربع ماية وحمل إلى دمياط فدفن سمع الدار قطنى وغيره حدث بدمشق عن عيسى بن علي الوزير قال الخطيب : كتبنا عنه ولا بأس به .
القاضي أبو يعلى ابن الفراء الحنبلي محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد القاضي أبو يعلى الحنبلي أخو أبي خازم الحنبلي المقدم ذكره ولد في المحرم سنة ثمانين وثلاث ماية وسمع الحديث الكثير انتهت إليه رياسة الحنابلة وصنف الكتب وتولى الحكم بحريم الخلافة وتوفي عشرين شهر رمضان سنة ثمان وخمسين وأربع ماية وهو ابن ثمان وسبعين سنة وغسله الشريف أبو جعفر بوصية منه وأوصى أن لا يدخل معه القبر غير ما غزله من الأكفان لنفسه وعطلت الأسواق لجنازته وصلى عليه ابنه أبو القسم وعمره خمس عشرة سنة وكان قد جمع بين الزهد والتقشف والصمت عما لا يعنيه قال أبو علي البرداني : رأيته في المنام فقلت له : ما فعل الله بك ؟ فقال وهو يعد بأصابعه : غفر لي ورحمني ورفع منزلتي فقلت : بالعلم ؟ فقال لي : بالصدق قال ابن عساكر C تعالى : سمعت أبا غالب ابن أبي علي بن البناء الحنبلي يقول : لما مات أبو يعلى ذهبت مع أبي إلى داره بباب المراتب فلقينا أبو محمد التميمي الحنبلي فقال لي : إلى أين ؟ فقال أبي : مات القاضي أبو يعلى فقال أبو محمد : لا C فقد بال في الحنابلة البولة الكبيرة التي لا تغسل إلى يوم القيامة يعني المقالة في التشبيه قال الشيخ شمس الدين : لم يكن له خبرة بعلل الحديث ولا برجاله واحتج بأحاديث كثيرة واهية في الأصول والفروع وأما في الفقه ومذاهب الناس ونصوص أحمد واختلافها فإمام لا يجارى .
الوزير أبو سعد عميد الدولة محمد بن الحسين بن علي بن عبد الرحيم أبو سعد وزير جلال الدولة وزر له ست سنين ولاقى من المصادرات شدايد ومن الترك فخرج من بغداد مستتراً فأقام بجزيرة ابن عمر حتى مات في ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وأربع ماية عن ست وخمسين سنة وكان فاضلاً عارفاً بأمور الوزارة وهو وزير ابن وزير أخو ثلاثة وزراء وهو درة تاجهم ولي أبوه أبو القسم الوزارة وأخو كمال الملك أبو المعالي هبة الله ولي الوزارة وأخوه زعيم الملك أبو الحسن علي ولي الوزارة وأخوه شرف الأمة أبو عبد الله عبد الرحيم ولي الوزارة كلهم لبني بويه فأما عميد الملك فهو أول وزير لقب بألقاب كثيرة بالدولة والدين وكان يلقب شرف الدين وله كتاب في أخبار الشعراء أبان فيه عن فضل جسيم ومحل كريم ومن شعره : .
تزاحمت عبراتي يوم بينهم ... تزاحم الدمع في أجفان متهم .
ثم انصرفت وفي قلبي لفرقتهم ... وقع الأسنة في أعقاب منهزم .
قلت : شعر جيد .
ابن عبد الوارث محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن عبد الوارث أبو الحسين هو ابن أخت أبي علي الفارسي وعن خاله أخذ علم العربية توفي سنة إحدى وعشرين وأربع ماية وطوف الآفاق ورجع إلى وطنه وآل أمره إلى أن وزر للأمير شاذ غرسيستان ثم اختص بالأمير إسماعيل بن سبكتيكن وصار له وزيراً بغزنة وأقام بجرجان إلى أن مات " وقرأ عليه أهلها منهم عبد القاهر الجرجاني وليس له أستاذ سواه وله كتاب في الهجاء وللصاحب ابن عباد إليه رسايل مدونة وسأله رئيس مرو أن يجيز قول الشاعر : .
سرى يخبط الظلماء والليل عاكف ... حبيب بأقوات الزيارة عارف .
فقال : .
وما خلت أن الشمس تطلع في الدجا ... ولا خلت أن الوحش للأنس آلف .
وقمت أفديه وقلبي كأنه ... من الرعب مقصوص من الطير صارف .
ولما سرى عنه اللثام بدت له ... محاسن وجه حسنه متناصف .
وطال بنا حيناً ورق حديثنا ... ودارت علينا بالرحيق المراشف .
ومن شعره في قرس : .
ومطهم ما كنت أحسب قبله ... أن السروج على البوارق توضع .
وكأنما الجوزاء حين تصوبت ... لبب عليه والثريا برقع .
قلت : شعر جيد