القاضي ابن حربويه الشافعي علي بن الحسين بن حرب بن عيسى البغدادي القاضي أبو عبيد ابن حربويه . روى عنه النسائي في الصحيح وقال الشيخ محيي الدين : كان من أصحاب الوجوه وذكره في شرح المهذب والروضة . ولي قضاء مصر سنة ثمان عشرة وكان عالماً بالاختلاف والمعاني والقياس عارفاً بالقرآن والحديث . كان يتفقه على مذهب أبي ثور وكان ثقةً ثبتاً . وتوفي سنة تسع عشرة وثلاث مائة .
ابن واقد المروزي علي بن الحسين بن واقد مولى عبد الله بن عامر بن كريز القرشي المروزي . توفي بمرو سنة إحدى عشرة ومائتين . روى له البخاري آثاره وروى له مسلم تعليقاً وروى له الأربعة .
أبو الفرج الأصبهاني صاحب الأغاني علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم بن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الله بن مروان بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو الفرج الأشبهاني الكاتب العلامة الاخباري صاحب الأغاني . ولد سنة أربع وثمانين ومائتين وتوفي سنة ست وخمسين وثلاث مائة كذا قال الشيخ شمس الدين وغيره . وقال ياقوت في معجم الأدباء : ذكر في كتاب أدب الغرباء من تأليفه : حدثني صديق لي قال : قرأت على قصر معز الدولة بالشماسية : يقول فلان ابن فلان الهروي : حضرت وفي هذا الموضع في سماط معز الدولة والدنيا عليه مقبلة وهيبة الملك عليه مشتملة . ثم عدت إليه في سنة اثنتين وستين وثلاث مائة فرأيت ما يعتبر به اللبيب يعني من الخراب . وذكر موت معز الدولة وولاية ابنه بختيار وكان ذلك في سنة ست وخمسين وثلاث مائة انتهى .
قلت : قال كثير من الناس إنه مات في سنة ست وخمسين وثلاث مائة عالمان : أبو علي القالي وصاحب الأغاني وثلاث ملوك : معز الدولة وكافور وسيف الدولة .
وسمع أبو الفرج من جماعة لا يحصون وروى عنه الدارقطني وغيره .
استوطن بغداد وكان من أعيان أدبائها وأفراد مصنفيها وكان أخبارياً نسابة شاعراً ظاهر التشيع .
قال أبو علي التنوخي : كان يحفظ أبو الفرج من الشعر والأغاني والأخبار والمسندات والأنساب ما لم أر قط من يحفظ مثله . ويحفظ من سوى ذلك من علوم أخر منها : اللغة والنحو والخرافات والمغازي والسير وصنف لبني أمية أقاربه ملوك الأندلس تصانيف وسيرها إليهم وجاءه الإنعام على ذلك . قال الشيخ شمس الدين : رأيت شيخنا ابن تيمية يضعفه ويتهمه في نقله ويستهول ما يأتي به وما علمت فيه حرجاً إلا قول ابن أبي الفوارس : خلط قبل أن يموت . وقد أثنى على كتابه الأغاني جماعة من جلة الأدباء انتهى .
قال ابن عرس الموصلي : كتب إلي أبو تغلب ابن ناصر الدولة يأمرني بابتياع كتاب الأغاني فابتعته له بعشرة آلاف درهم فلما حملته إليه ووقف عليه قال : لقد ظلم وراقه المسكين وإنه ليساوي عشرة آلاف دينار ولو فقد ما قدرت عليه الملوك إلا بالرغائب وأمر أن يكتب له به نسخة أخرى . وأبيعت مسودات الأغاني وأكثرها في ظهور بخط التعليق فاشتريت لأبي أحمد بن محمد بن حفص بأربعة آلاف درهم . وأهدى أبو الفرج به نسخة لسيف الدولة ابن حمدان فأعطاه ألف دينار . وبلغ ذلك الصاحب ابن عباد فقال : لقد قصر سيف الدولة وإنه يستاهل أضعافها ووصف الكتاب وأطنب في وصفه ثم قال : لقد اشتملت خزانتي على مائتي ألف مجلد وسبعة عشر ألف مجلد ما منها ما هو سميري غيره ولا راقني منها سواه . ولم يكن كتاب الأغاني يفارق سيف الدولة في سفر ولا حضر . وقال أبو الفرج : جمعته في خمسين سنة وكتبت به نسخة واحدة وهي التي أهديت لسيف الدولة .
قال ياقوت : كتبت منه نسخة بخطي في عشر مجلدات وجمعت تراجمه ونبهت على فوائده وذكرت السبب الذي من أجله وضع تراجمه . ووجدته يعد بشيء ولا يفي به في غير موضع منه كقوله في آخر أخبار أبي العتاهية : وقد طالت أخباره ها هنا وسنذكر أخباره مع عتب في موضع آخر ولم يفعل . وقال في موضع آخر : أخبار أبي نواس مع جنان إذ كانت سائر أخباره قد تقدمت ولم يتقدم شيء إلى أشباه ذلك . والأصوات المائة هي تسع وتسعون وما أظن إلا أن الكتاب قد سقط منه شيء أو يكون النسيان غلب عليه والله أعلم