لأكرمنك يا فضلي بتركهم ... وأستهينن بالأيام والفلك .
فقيل لمنوجهر : إنه قد هجاك لأنه كان يلقب فلك المعالي فطلبه ليقتله فهرب إلى نيسابور . ومن شعره : من المتقارب .
حللت وقاري في شادن ... عيون الأنام به تعقد .
غدا وجهه كعبةً للجمال ... ولي قلبه الحجر الأسود .
ومنه : من البسيط .
لا يؤيسنك من مجد تباعده ... فإن للمجد تدريجاً وترتيبا .
إن القناة التي شاهدت رفعتها ... تنمي وتنبت أنبوباً فأنبوبا .
ومنه : من السريع .
ضعت بأرض الري في أهلها ... ضياع حرف الراء في اللثغه .
صرت بها بعد بلوغ المنى ... أجهد أن تبلغ بي البلغه .
ومنه : من المتقارب .
وساق تقلد لما أتى ... حمائل زق ملاه شمولا .
فلله درك من فارس ... تقلد سيفاً يقد العقولا .
ومنه : من الخفيف .
لعن الله مبدع التفخيذ ... قد أتى لا أتى بغير لذيذ .
أي طيب ولذة لخليع ... يشرب الماء شهوة للنبيذ .
ومنه : من الرمل .
كل ما لي فهو رهن ما له ... من فكاك في مساء وابتكار .
ففؤادي أبداً رهن هوى ... وردائي أبداً رهن عقار .
فدع التفنيد يا صاح لنا ... إنما الربح لأصحاب الخسار .
لو ترى ثوبي مصبوغاً بها ... قلت : ذمي تبدى في غيار .
ولقد أمرح في شرخ الصبا ... مرح المهرة في ثني العذار .
ومن شعر ابن هندو : من المنسرح .
كفى فؤادي عذاره حرقه ... فكف عيناً بدمعها غرقه .
ما خط حرف من العذار به ... إلا محا من جماله ورقه .
منه : من المنسرح .
يا من محياه كاسمه حسن ... إن نمت عني فليس لي وسن .
قد كنت قبل العذار في محن ... حتى تبدى فزادت المحن .
يا شعرات جميعها فتن ... يتيه في كنه وصفها الفطن .
ما غيروا من عذاره سفها ... قد كان غصناً فأورق الغصن .
ومنه : من الكامل .
أوحى لعارضه العذار فما ... أبقى على روعي ولا نسكي .
فكأن نملاً قد دببن به ... غمست أكارعهن في مسك .
ومنه : من السريع .
قالوا لهذا القمر البادي ... مالك إصلاحي وإفسادي .
ردوا فؤاداً راحلاً قبلةً ... لا بد للراحل من زاد .
ومنه : من البسيط .
قالوا : اشتغل عنهم يوماً بغيرهم ... وخادع النفس إن النفس تنخدع .
قد صيغ قلبي على مقدار حبهم ... فما لحب سواه فيه متسع .
ومنه : من المتقارب .
عجبت لقولنج هذا الأمي ... ر وأنى ومن أين قد جاءه .
وفي كل يوم له حقنة ... تفرغ بالزيت أمعاءه .
ومنه : من المنسرح .
عارض ورد الخدود وجنته ... فاتفقا في الجمال واختلفا .
يزداد بالقطف ورد وجنته ... وينقص الورد كلما قطفا .
ومنه : من الكامل المجزوء .
أوصى الفقيه العسكري بأن أكف عن الشراب .
فعصيته إن الشراب عمارة الجسم الخراب .
قال الثعالبي : كان قد اتفق لي في أيام صباي معنى بديع لم أقدر أني سبقت إليه ولا ظننت أني شوركت فيه وهو : من مجزوء الرجز .
قلبي وجداً مشتعل ... على الهموم مشتمل .
وقد كست جسمي الضنى ... ملابس الصب الغزل .
إنسانة فتانة ... بدر الدجى منها خجل .
إذا زنت عيني بها ... فبالدموع تغتسل .
حتى أنشدت لأبي الفرج ابن هندو : من الطويل .
يقولون لي : ما بال عينيك إذ رأت ... محاسن هذا الظبي أدمعها هطل ؟ .
فقلت : زنت عيني بطلعة وجهه ... فكان لها من صوب أدمعها غسل .
قلت : وفي كتابي المسمى ب لذة السمع في صفة الدمع باب عقدته لهذا المعنى ونبهت على ما في هذين من القبح .
ومن تصانيف ابن هندو : كتاب مفتاح الطب والمقالة المشوقة في المدخل إلى علم الفلسفة كتاب الكلم الروحانية من الحكم اليونانية ورسالة الوساطة بين الزناة واللاطة هزلية وديوان شعره