وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقال شرب الليل قد آذانا ... وطمس العقول والأذهانا .
وشكت الجن إلى إبليس ... أنهم في أضيق الحبوس .
يبول في وجههم ويخرا ... ويقتل الذباب منهم صبرا .
أما ترى البستان كيف نورا ... ونشر المنثور برداً أصفرا .
وضحك الورد إلى الشقائق ... واعتنق القطر اعتناق الوامق .
في روضةٍ كحلة العروس ... وخرمٍ كهامة الطاوس .
وياسمينٍ في ذرى الإغصان ... منظماً كقطع العقيان .
والسرو مثل قضب الزبرجد ... قد استمد الماء من تربٍ ند .
على رياضٍ وثرىً ثري ... وجدولٍ كالمبرد المجلي .
وفرش الخشخاش جيباً وفتق ... كأنه مصاحفٌ بيض الورق .
حتى إذا ما انتشرت أوراقه ... وكاد أن ينأد رياً ساقه .
صار كأقداحٍ من البلور ... كأنما تجسمت من نور .
وبعضه عريان من أثوابه ... قد خجل البائس من أصحابه .
تبصره بعد انتثار الورد ... مثل الدبابيس بأيدي الجند .
والسوسن الآزاذ منشور الحلل ... كقطن قد مسه بعض البلل .
نور في حاشيتي بستانه ... ودخل الميدان في ضمانه .
وقد بدت في ثمار الكنكر ... كأنها جماجمٌ من عنبر .
وحلق البهار فوق الآس ... جمجمةً كهامة الشماس .
حيال شيحٍ مثل شيب النصف ... وجوهرٍ من زهرٍ مختلف .
وجلنارٍ كاحمرار الخد ... أو مثل أعراف ديوك الهند .
والأقحوان كالثنايا الغر ... قد صقلت أنواره بالقطر .
قل لي أهذا حسنٌ بالليل ... ويلي مما تشتهي وعولي .
وأكثر الفضول والأوصافا ... فقلت قد حببت لي الخلافا .
بت عندنا حتى إذا الصبح سفر ... كأنه جدول ماءٍ منفجر .
قمنا إلى زادٍ لنا معد ... وقهوةٍ صراعةٍ للجلد .
كأنما حبابها المنشور ... كواكبٌ في فلكٍ تدور .
ومسمعٍ يلعب بالأوتار ... أرق من نائحة القُماري .
ولا تقل لي قد ألفت منزلي ... فتفسد القول بعذرٍ مشكل .
فقال هذا أول الجنون ... متى ثوى الضب بوادي النون .
دعوتكم إلى الصباح ثم لا ... أكون فيه إذ أجبتم أولا .
لي حاجةٌ لا بد من قضائها ... فتستريح النفس من عنائها .
ثم أجي والصبح في عنان ... من قبل أن يغفر بالأذان .
ثم مضى يوعد بالبكور ... وهز رأس فرحٍ مسرور .
فقمت منه خائفاً مرتاعاً ... وقلت ناموا ويحكم سراعا .
لتأخذ العين من الرقاد ... حضاً إلى تغليسة المنادي .
فمسحت جنوبنا المضاجعا ... ولم أكن للنوم قبل طائعاً .
ثمت قمنا والظلام مطرق ... والطير في أوكارها لا تنطق .
وقد تبدى النجم في سواده ... كحلة الراهب في حداده .
ونحن نصغي السمع نحو الباب ... فلم نجد حساً من الكذاب .
حتى تبدت حمرة الصباح ... وأوجع للندمان سوط الراح .
وقامت الشمس على الرؤوس ... وملك السكر على النفوس .
جاء بوجةٍ بارد التبسم ... مفتضحٍ لما جنى مذمم .
يعثر وسط الدار من حيائه ... وينتف الأهداب من ردائه .
فعطعط القوم به حتى سدر ... وافتتح القول بعيٍّ وحصر .
وقال يا قوم اسمعوا كلامي ... لا تسرعوا ظلماً إلى ملامي .
فجاءنا بقصةٍ كذابه ... لم يفتح القلب لها أبوابه