كعذر العينين يوم السابع ... إلى عروسٍ ذات فرجٍ ضائع .
قال اشربوا فقلت قد شربنا ... أتيتنا ونحن قد سكرنا .
فلم يزل بشأنه منفردا ... يرفع بالكأس إلى فيه يدا .
والقوم من معذرٍ نشوان ... أو غرقٍ في نومه وسنان .
كأنه آخر خيل الحلبه ... له من السواس ألف ضربه .
مجتهداً كأنه قد أفلحا ... يطلع في آثارها مقبحاً .
فاسمع فإني للصبوح عائب ... عندي من أخباره عجائب .
إذا أردت الشرب عند الفجر ... والنجم في لجة ليلٍ يسري .
وكان بردٌ فالنديم يرتعد ... وريقه على الثنايا قد جمد .
وللغلام ضجرةٌ وهمهمه ... وشتمةٌ في صدره مجمجمه .
يمشي بلا رجلٍ من النعاس ... ويدفق الكأس على الجلاس .
ويلعن المولى إذا دعاه ... ووجهه إن جاء في فقاه .
وإن أحس من نديمٍ صوتاً ... قال مجيباً طعنةً وموتا .
وإن يكن للقوم ساقٍ يعشق ... فجفنه بجفنه مدبق .
ورأسه كمثل فروٍ قد مطر ... وصدغه كالصولجان المنكسر .
أعجل من مسواكه وزينته ... وهيئةٍ تنضر حسن صورته .
فجاءهم بفسوة اللحاف ... محمولةً في الثوب والأعطاف .
كأنه عض على دماغ ... متهم الأنفاس والأرفاغ .
يخدمهم بشفشجٍ محلول ... ويحمل الكأس بلا منديل .
فإن طردت البرد بالستور ... وجئت بالكانون والسمور .
فأي فضلٍ للصبوح يعرف ... على الغبوق والظلام مسدف .
ولو دسست في است محمومٍ لما ... نجا من القر إذا ما صمما .
تحس من رائحة الشمائل ... صرصرةً ترسب في المفاصل .
وقد نسيت شرر الكانون ... كأنه نثار ياسمين .
يرمي به الجمر إلى الأحداق ... إن رمى قرطس في الآماق .
وترك البساط بعد الخمد ... ذا نقطٍ سودٍ كجلد الفهد .
وقطع المجلس باكتئاب ... وذكرحرق النار للثياب .
ولم يزل للقوم شغلاً شاغلا ... وأصبحت جبابهم مناخلا .
حتى إذا ما ارتفعت شمس الضحى ... قيل فلانٌ وفلانٌ قد أتى .
وربما كان ثقيلاً يحتشم ... فطول الكلام حيناً وجثم .
ورفع الريحان والنبيذ ... وزال عنا عيشنا اللذيذ .
ولست في طول النهار آمنا ... من حادث لم يك قبل كائنا .
أو خبر يكره أو كتاب ... يقطع طبيب اللهو والشراب .
فاسمع إلى مشالب الصبوح ... في الصيف قبل الطائر الصدوح .
حين حلا النوم وطاب المضجع ... وانحسر الليل ولذ المهجع .
وانهزم البق وكن رتعا ... على الدماء وارداتٍ شرعا .
من بعد ما قد أكلو الأجسادا ... وطيروا عن الورى الرقاد .
فقرب الزاد إلى نيام ... ألسنهم ثقيلة الكلام .
من بعد أن دب عليه النمل ... وحيةٌ تقذف سما صل .
وعقربٌ محذورةٌ قتاله ... وجعلٌ فوارةٌ بواله .
وللمغني عارضٌ في حلقه ... ونعسةٌ قد قدحت في حذقه .
وإن أدرت الشرب بعد الفجر ... والصبح قد سل سيوف الحر .
فساعةً ثم تجيك الدامغة ... بنارها فلا تسوغ سائغة .
ويسخن الشراب والمزاج ... ويكثر الخلاف والضجاج .
من معشرٍ قد جرعوا الحميما ... وطمعوا من زادهم سموما .
وغيمت أنفاسهم أقداحهم ... وعذبت أقداحها أرواحهم