بنو البنت أيضاً بنو عمه ... وذلك أدنى لأنسابها .
فدع في الخلافة فضل الخلاف ... فليست ذلولاً لركابها .
وما أنت والفحص عن شأنها ... وما قمصوك بأثوابها .
وما ساورتك سوى ساعةٍ ... فما كنت أهلاً لأسبابها .
وكيف يخصوك يوماً بهاً ... ولم تتأدب بآدابها .
وقلت بأنكم القاتلون ... أسود أمية في غابها .
كذبت وأسرفت فيما ادعيت ... ولم تنه نفسك عن عابها .
فكم حاولتها سراةٌ لكم ... فردت على نكص أعقابها .
ولولا سيوف أبي مسلمٍ ... لعزت على جهد طلابها .
وذلك عبدٌ لهم لا لكم ... رعى فيكم قرب أنسابها .
وكنتم أسارى بطون الحبوس ... وقد شفكم لثم أعتابها .
فأخرجكم وحباكم بها ... وقمصكم فضل جلبابها .
فجازيتموه بشر الجزاء ... لطغوى النفوس وإعجابها .
فدعٌ ذكر قومٍ رضوا بالكفاف ... وجاءوا الخلافة من بابها .
هم الزاهدون هم العابدون ... هم العالمون بآدابها .
هم الصائمون هم القائمون ... هم الساجدون بمحرابها .
هم قطب ملة دين الإله ... ودور الرحي بأقطابها .
عليك بلهوك بالغانيات ... وخل المعالي لأصحابها .
ووصف العذراء ذات الخمار ... ونعت العقار بألقابها .
فذلك شأنك لا شأنهم ... وجري الجياد بأحسابها .
من قول ابن المعتز يفخر على العلويين من هذه المادة : من المتقارب .
فأنتم بنو بنته دوننا ... ونحن بنو عمه المسلم .
ومنه أيضاً : من الطويل .
وأعطاكم المأمون عهد خلافةٍ ... لنا حقها لكنه جاد بالدنيا .
ومنه : من الطويل .
دعوا آل عباسٍ وإرث أبيهم ... وإياكم منهم فإنهم هم .
ملوكٌ إذا خاضوا الوغى فسيوفهم ... مقابضها مسكٌ وسائرها دم .
ومنه قوله عند الانتصار عليهم : من الطويل .
قدحتم زناد الحرب أول مرةٍ ... لنا وخلعتم بيننا ربقة العهد .
وفاخرتم قوماً بهم فاز قدحكم ... وهم علموكم في الملا حبوة المجد .
فلذنا بركن الصبر وانتصفت لنا ... صوارم تعدينا إذا قل من يعدي .
ومن شعره : من البسيط .
مستيقظٌ لا يفل الشك عزمته ... كأن أوهامه أبصار أقوام .
لا يشتكي الدهر إن خطبٌ ألم به ... إلا إلى صعدةٍ أوحدّ صمصام .
ومنه : من المتقارب .
تفقد مساقط لحظ المريب ... فإن العيون وجوه القلوب .
وطالع بوادره في الكلام ... فإنك تجني ثمار الغيوب .
ومنه : من مجزوء البسيط .
عجل شيبي على شبابي ... ولي ديونٌ على الحبيب .
لما تولى الصبي سريعاً ... صفقت وجهي على المشيب .
ومنه : من السريع .
سابق إلى مالك وراثه ... ما المرء في الدنيا بلباث .
كم صامتٍ يخنق أكياسه ... قد صاح في ميزان ميراث .
وقال ابن المعتز C في ذم الصبوح : من الرجز .
لي صاحبٌ قد لامني وزادا ... في تركي الصبوح ثم عادا .
قال ألا تشرب بالنهار ... وفي ضياء الفجر والأسحار .
إذا وشى بالليل صبحٌ فافتضح ... وذكر الطائر شجواً فصدح .
والنجم في حوض الغروب وارد ... والفجر في إثر الظلام طارد .
ونفض الليل على الروض الندى ... وحركت أغصانه ريح الصبا .
وقد بدت فوق الهلال كرته ... كهامة الأسود شابت لحيته .
فجمش الدار ببعض نوره ... والليل قد رفع من ستوره .
وقدت المجرة الظلاما ... تحسبها في ليلها إذا ما .
تنفس الصبح ولما يشتغل ... بين النجوم مثل خرق المكتهل