سقياً لظل زماني ... ودهري المحمود .
ولى كليلة وصلٍ ... قدام يوم صدود .
قال : وضرب الدهر ضربانه ثم عدت بعد قتل ابن المعتز فوجدت خطه خفياً وتحته مكتوب : من المجتث .
أفٍّ لظل زماني ... وعيشي المنكود .
فارقت أهلي وإلفي ... وصاحبي ووددي .
ومن هويت جفاني ... مطاوعاً لحسودي .
يا رب موتاً وإلا ... فراحةً من صدود .
وكان ابن المعتز حنفي المذهب لقوله من أبياتٍ : من الطويل .
فهاتا عقاراً في قميص زجاجةٍ ... كياقوتةٍ في درةٍ تتوقد .
وقتني من نار الجحيم بنفسها ... وذلك من إحسانها ليس يجحد .
وكان سني العقيدة منحرفاً عن العلوين قال ولهذا في قصيدته البائية التي أولها : من المتقارب .
ألا من لعيني وتسكابها ... تشكى القذى وبكاها بها .
ومنها : من المتقارب .
نهيت بني رحمي لو وعوا ... نصيحة برٍّ بأنسابها .
وراموا قريشاً أسود الشرى ... وقد نشبت بين أنيابها .
قتلنا أمية في دارها ... فكنا أحق بأسلابها .
وكم عصبةٍ قد سفت منكم ال ... خلافة صاباً باكوابها .
إذا ما دنوتم تلقتكم ... زبوناً وقرت بجلا بها .
ولما أبي الله ان تملكوا ... دعينا إليها فقمنا بها .
وما رد حجابها وافداً ... لنا إذ وقفنا بأبوابها .
كقطب الرحى واقفت أختها ... دعونا لها وعلينا بها .
ونحن ورثنا ثياب النبي ... فلم تجذبون بأهدابها .
لكم رحمٌ يا بني بنته ... ولن أرى العم أولى بها .
قلت : أخذ هذا من قول منصور النمري وقول مروان ابن أبي حفصة وسيأتي ذلك في ترجمة منصور النمري : .
به نصر الله محل الحجاز ... وأبرأها بعج أوصابها .
ويوم حنينٍ فداعيكم ... وقد أبدت الحرب عن نابها .
فلما علا الحبر أكفانه ... هوى مللٌ بين أثوابها .
فمهلاً بني عمنا إنها ... عطية ربٍّ حبانا بها .
وأقسم أنكم تعلمو ... ن أنا لها خير أربابها .
وقد أجابه عن ذلك صفي الدين الحلي في وزنها ورويها ؛ أنشدني ذلك لنفسه إجازة : من المتقارب .
ألا قل لشر عبيد الإله ... وطاغي قريشٍ وكذابها .
وباغي العباد وباغي العناد ... وهاجي الكرام ومغتابها .
أأنت تفاخر آل النبي ... وتجحدها فضل أحسابها .
بكم باهل المصطفى أم بهم ... فرد العداة بأوصابها .
أعنكم نفى الرجس أم عنهم ... لطهر النفوس وألبابها .
أما الرجس والخمر من دأبكم ... وفرط العبادة من دابها .
وقلت ورثنا ثياب النبي ... فكم تجذبون بأهدابها .
وعندك لا تورث الأنبياء ... فكيف حظيتم بأثوابها .
فكذبت نفسك في الحالتين ... ولم تعلم الشهد من صابها .
أجدك يرضى بما قلته ... وما كان يوماً بمرتابها .
وكان بصفين من حزبهم ... لحرب الطغاة وأحزابها .
وقد شمر الموت عن ساقه ... وأكشرت الحرب عن نابها .
فأقبل يدعو إلى حيدرٍ ... بإرغابها وبإرهابها .
وآثر أن يرتضيه الأنام ... من الحكمين لإسهابها .
ليعطي الخلافة أهلاً لها ... فلم يرتضوه لإيجابها .
وصلى مع الناس طول الحياة ... وحيدر في صدر محرابها .
فهلا تقمصها جدكم ... إذا كان إذ ذاك أحرى بها .
وإذ جعل الأمر شورى لهم ... فهل كان من بعض أربابها .
أخامسهم كان أم سادساً ... وقد جليت بين خطابها .
وقولك أنتم بنو بنته ... ولكن بنو العم أولى بها