بديع زمانه نادرة أوانه ضابط الأنساب على اختلافها فهو السيل المتحدر لابن نقطه ناقل العلم الشريف عن سلفه الذي وافق على المراد شرطه ساحب ذيل الفخر الذي لو بلغ السمعاني جعله في الحيلة قرطه صاحب النقل الذي إذا أتى رايت البحر بأمواجه منه يلتطم والعبارة تستبق في مضمار لهواته فتزداد وتزدحم الذي أن ترسل نقصت عنده ألفاظ الفاضل وعجز عن مفاوضته ومعارضته كل مناظر ومناضل أو نظم ثبت الجوهر الفرد خلافاً للنظام فيما زعم وتخطا بما يبديه فرق الفرقدين وترضى النجوم بما حم أو أورد مما قد سمع واقعة مات التاريخ في جلده ووقف سيف كل حاك عند حده أو استمد قلماً كف بصره عنه بان مقلة ووقف ابن البواب بخدمته يطلب من فضله فضلة فهو الذي تطير أقلامه إلى اقتناص شوارد المعاني فتكون من أنامله أولى أجنحة مثنى وثلاث وتنبعث فكرته في خدمة السنة النبوية وما يكره الله هذا الانبعاث وتبرز مخبآت المعاني بنظمه ومن اسحر إظهار الخبايا ويعقد الأسنة عن معارضته وعقد اللسان لا يكون بغير السحر في البراي ويستنزل كواكب الفصاحة من شمائلها بغير رصد ويأتي بألفاظه العذبة ونورها للشمس وفحولتها للأسد ويحل من شرف سيادته بيتاً عموده الصبح وطنبه المرجة ويتوقل هضبات المنابر ويستجن حشا المحاريب ويطأ بطون الأسرة فتح الدين أبو الفتح محمد بن سيد الناس .
لا زال روض العلم من فضله ... أنفاسه طيبة النفح .
وكلما تظمأ إلى نظمه ... أبدى سحاباً دائم السح .
وكيف ما حاوله طالب ... في العلم لا ينفك ذا نجح .
وإن غدا باب النهي مقفلاً ... في الناس نادوا يا أبا الفتح .
إجازة كاتب هذه الأحرف جميع ما رواه من أنواع العلوم وما حمله من تفسير لكتاب الله تعالى أو سنة عن رسول الله A أو أثر عن الصحابة والتابعين Bهم ومن بعدهم إلى عصرنا هذا بسماع من شيوخه أبو بقراءة من لفظه أو سماع بقراءة غيره أو بطريق الإجازة خاصة كانت أو عامة أو بأذن أو مناولة أو وصية كيف ما تأدى ذلك إليه إلى غير ذلك من كتب الأدب وغيرها وإجازة ما له من مقول نظماً ونثراً وتأليفاً وجمعاً في سائر العلوم وإثبات ذلك بأجمعه إلى هذا التاريخ بخطه إجازة خاصة وإجازة ما لعله يتفق له من بعد ذلك من هذه الأنواع فإن الرياض لا ينقطع زهرها والبحار لا ينفد دررها إجازة عامة على أحد الرأيين عند من يجوزه وكان ذلك في جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين وسبع مائة .
فكتب الجواب C بما صورته بعد حمد الله المجيب من دعاه القريب ممن نادى نداه الذي ابتعث محمداً بأنواره الساطعة وهداه وأيده بصحبة الذين حموا حماه ونصروه على من عداه وحزبه الذين رووا سنته رووا أسنتهم من عداه وشفوا بإيراد مناهله من كان يشكو صداه وأجابوه لما دعاهم لما يحييهم إليه إجابة الصارخ صداه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه صلاة تبلغهم من الشرف الرفيع غاية مداه وسلم عليه وعليهم تسليماً يسوغهم مشرع الرضوان عذباً ريه سهلاً منتداه فلما كنتبت أيها الصدر الذي يشرح الصدور شفاء والبدر الذي يبهر البدور سناً وسناء والحبر الذي غدا في التماس أزهار الأدب راغباً ولاقتباس أنوار العلم طالباً فحصل على اقتناء فرائدها واقتناص شواردها وألفي عقله عقال أوابدها ومجال مصائدها ومطار مطاردها بما أودعت الألمعية من المعاني المتدعة ذهنه واستعادته على لسان قلمه وقد ألبسته الفصاحة ما ألبسته من حسن تلك الفطنة .
زهر الآداب منه يجتني ... حسن الإبداع ما أبدع حسنه .
بارع في كل فن فمتى ... قال قال الناس ما أبرع فنه .
ومتى ما فاه فاض السحر عن ... غامض الأفكار منه المرجحنة