فالآداب حرسه الله تعالى رياض هو مجتني غروسها وسماء هو مجتلي أقمارها وشموسها وبحر استقرت لديه جواهره وسحر حلال لم تنفث في عصره إلا عن قلمه سواحره فله في فني النظم والنثر حمل الرايتين وسبق الغايتين وحوز البراعتين وسر الصناعتين وهو مجمع البحرين فما طل الغمامة وله النظر الثاقب في دقائقهما فمن زرقاء اليمامة أن سام نظماً فمن شارع تهامة وإن شاء انشاء فله التقدم على قدامة وأن وشى طرساً فما ابن هلال إلا كالقلامة إن أجيز لك ما عندي فكأنما ألزمتني أن أتجاوز حدي لولا أن الإقرار بأن الرواية عن الإقران نهج مهيع والاعتراف بأن للكبير من بحر الصغير الاغتراف وأن لم يكن مشرعه ذاك المشرع فنعم قد أجزت لك ما رويته من أنواع العلوم وما حلمته على الشرط المعروف والعرف المعلوم وما تضمنه الاستدعاء الرقيم بخطك الكريم مما اقتدحه زندي الشحاح وجادت لي به السجايا الشحاح من فنون الأدب التي باعك فيها من باعي أمد وسهمك في مراميها من سهمي أسد وأذنت لك في اصلاح ما تعثر عليه من الزلل والوهم والخلل الصادر عن غفلة اعترت النقل أو وهلة اعترضت الفهم فيما صدر عن قريحتي القريحة من النثر والنظم وفيما تراه من استبدال لفظ بغيره مما للعله أنجى من المرهوب أو أنجع في نيل المطلوب أو أجرى في سنن الفصاحة على الأسلوب وقد أجزت لك إجازة خاصة يرى جوازها بعض من لا يرى جواز الإجازة العامة أن تروى عني ما لي من تصنيف أبقيته في أي معنى انتقيته فمن ذلك وذكر C تعالى ما له من التصانيف وقد ذكرتها أنا آنفاً قد أجزت لك أيدك الله جميع ذلك بشرط التحري فيما هنالك تبركاً بالدخول في هذه الحلبة وتمسكاً باقتفاء السلف في ارتقاء هذه الرتبة واقبالاً من نشر السنة على ما هو أمنية المتمني وامتثالاً لقوله عليه أفضل الصلاة والسلام بلغوا عني فقد أبخرنا أو العز عبد العزيز بن عبد المنعم بن علي الحراني C تعالى بقراءة والدي رحمة الله عليه وأنا أسمع سنة ست وسبعين وست مائة قال أخبرنا أو علي ابن أبي القسم البغدادي قراءة عليه وأنا أسمع سنة ست مائة وقبل ذلك سنة تسع وتسعين وخمس مائة وأنا محضر في الخامسة قال أنا القاضي أبو بكر الأنصاري قاضي المارستان سماعاً عليه سنة أربع وعشرين وخمس مائة قال أنا الحافظ أبو بكر ا ؛ مد بن علي بن ثابت الخطيب في سنة ست وأربعين وأربع مائة قال أنا أبو محمد الحسن بن علي بن أحمد بن بشار السابوري بالبصرة ما أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري ما محمد ابن ابراهيم بن كثير الصوري ما الفريابي عن ابن ثوبان عن حسان ابن عطية عن أبي كبشة السلولي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله A بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرض ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار أبو كبشة السلولي تابعي ثقة والصحيح أنه لا يعرف اسمه ومولدي في رابع عشر ذي القعدة سنة إحدى وسبعين وست مائة بالقاهرة وفي هذه السنة أجاز لي الشيخ المسند نجيب الدين أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني وكان أبي C يخبرني أنه كناني وأجلسني في حرجه وكان يسأله عني بعد ذلك وأجاز لي بعده جماعة ثم في سنة خمس وسبعين حضرت مجلس سماع الحديث عند جماعة من الأعيان منهم الحبر الإمام شيخ الإسلام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن عبد الواحد المقدسي ابن أخي الحافظ عبد الغني المقدسي وأثبت اسمي في الطباق حاضراً في الرابعة ثم في سنة خمس وثمانين كتبت الحديث عن شيخنا الإمام قطب الدين أبي بكر محمد بن أحمد بن القسطلاني C بخطي وقرأت عليه بلفظي وعلى الشيوخ من أصحاب المسند أبي حفص ابن طبرزد والعلامة أبي اليمن الكندي والقاضي أبي القسم الحرستاني والصوفي أبي عبد الله ابن البناء وأبي الحسن ابن البناء وغيرهم بمصر والاسكندرية والشام والحجاز وغير ذلك وأجاز لي جماعة من الرواة بالحجاز والعراق والشام وافريقية والأندلس وغيرها يطول ذكرهم وحبذا أيدك الله اختيارك من طلب الحديث الدرجة العالية وايثارك أن تكون مع الفرقة الناجية لا الفرقة التاوية فقد أخبرنا الشيخان أبو محمد عبد اللطيف وعبد العزيز ابنا الشيخ أبي محمد عبد المنعم بن علي بن نصر بن منصور بن الصيقل الحراني الأول