تمنيني الأيام منك بخلسة ... فكم عندها عما تمنى عوائق .
متى وعدت بالوصل فالوعد كاذب ... وإن وعدت بالهجر فالوعد صادق .
حكى حسن من أحببتها الشمس أشرقت ... فلا زال ذاك الحسن ما ذر شارق .
بكل فؤاد من هواها مغارب ... وفي كل حسن من حلاها مشارق .
تثنت فمن أعطافها الغصن مايس ... ومن لينها غصن الخميلة سارق .
يلوم عليها لاعدته ملامة ... عدو مناف أو صديق منافق .
وما العذل مقبول إذا صدق الهوى ... ولا اللوم عن طرق الصبابة عائق .
وأنشدني من لفظه لنفسه : .
عهدي به والبين ليس يروعه ... صب براه نحوله ودموعه .
لا تطلبوا في الحب ثار متيم ... فالموت من شرع الغرام شروعه .
عن ساكن الوادي سقته مدامعي ... حدث حديثاً طاب لي مسموعه .
أفدى الذي عنت البدور لوجهه ... إذ حل معنى الحسن فيه جميعه .
البدر من كلف به كلف به ... والغصن من عطف عليه خضوعه .
لله معسول المراشف واللمى ... حلو الحديث ظريفه مطبوعه .
دارت رحيق لحاظه فلنا بها ... سكر يجل عن المدام صنيعه .
يجني فاضمر عتبه فإذا بدا ... فجماله مما جناه شفيعه .
وأنشدني إجازة ومن خطه نقلت له : .
إن غض من فقرنا قوم غنى منحوا ... فكل حزب بما أوتوه قد فرحوا .
إن هم أضاعوا لحفظ المال دينهم ... فإن ما خسروا أضعاف ما ربحوا .
وأنشدني من لفظه لنفسه : .
قضى ولم يقض من أحبابه أرباً ... صب إذا مر خفاق النسيم صبا .
راض بما صنعت أيدي الغرام به ... فحسبه الحب ما أعطى وما لسبا .
لا تحسبن قتيل الحب مات ففي ... شرع الهوى عاش للأحباب منتسبا .
في جنة من معاني حسن قاتله ... لا يشتكي نصباً فيها ولا وصبا .
ما مات من مات في احبابه كلفاً ... وما قضى بل قضى الحق الذي وجبا .
فالسحب تبكيه بل تسقيه هامية ... وكيف تبكي محباً نال ما طلبا .
وطوقت جيبها الورقاء واختضبت ... له وغنت على أعوادها طربا .
ومالت الدوحة الغناء راقصة ... تصبو وتنثر من أوراقها ذهبا .
والغصن نشوان يثنيه الغرام به ... كأنه من حميا وجده شربا .
والروض حمل أنفاس النسيم شذا ... أزهاره راجياً من قربه سببا .
فراقه الورد فاستغنى به وثنى ... عطفاً إليه ومن رجع الجواب أبى .
ففارقت روضها الأزهار واتخذت ... نحو الرسول سبيلا وابتغت سربا .
وحين وافته نادت عند رؤيته ... لمثل هذا حباء فليحل حبا .
تهللت وجنات الورد من فرح ... وأعين النرجس اخضلت له نقبا .
سقته واستوسقت من عرفه أرجاً ... أذكى وأعطر أنفاساً إذا انتسبا .
وأملت لمحة من حسن قاتله ... فأجفلت هرباً إذ لم تطق رهبا .
ورأيته بعد وفاته في النوم C تعالى في سنة أربع وأربعين وسبع مائة وهو على عادة اجتماعي به وهو يقول في أثناء كلامه رأيت الترجمة التي عملتها وما كنت تحتاج إلى تينك اللفظتين أو ما هذا معناه ففطنت في النوم لما قال وكشطتهما لأنهما لم يكونا من كلامي في حقه .
وكتبت له استدعاء اجازته لي بما صورته بعد الحمدلة والصلاة : المسؤل من إحسان سيدنا الشيخ الإمام العالم العلامة المتقن الحافظ رحلة المحدثين قبلة المتأذيين جامع أشتات الفضائل حاوي محاسن الأواخر والأوائل .
حافظ السنة حفظاً لا ترى ... معه أن تعمل الناس إلا سنه .
مركز الداير من أهل النهي ... فإلى ما قد حوى تثني إلا عنه