يرى كل سطر في محاسن وضعه ... كمسك عذار فوق وجنة كافور .
فلا ألف إلا حكت غصن بانة ... وهمزتها من فوقها مثل شحرور .
فأصبح لا يثنى إلى الروض جيده ... غراماً ولم يعدل بها ورده الجوري .
وقد كانت الأطماع نامت ليأسها ... فلما أتت قال الغرام لها ثوري .
وزادت جفون العين سهداً كأنما ... حبها بكحل منه في الجفن مذرور .
وكان الدجا كالعام فاحتقرت به ... وقالت له ميعادك النفخ في الصور .
ولم ترض من نار الحشا باتقادها ... فقد قذفت في كل عضو بتنور .
وما شكرت عيني على سفح عبرتي ... على أن محصول البكى غير محصور .
وقالت أما تخبا الدموع لشدة ... فدعها تفض من زاخر اللج مسجور .
ولو كنت ألقى في البكى فرجاً لما ... مضى اليوم حتى كنت أول مسرور .
أاحبابنا عذرى على البعد واضح ... وما كل صب في البعاد بمعذور .
فلو كنت ألقى الصبر هانت مصيبتي ... ولكنه للحظ في غير مقدوري .
فإن تبعثوا لي من زكاة اصطباركم ... فإني لما تهدونه جد مضرور .
سلو الليل هل آنست فيه برقدة ... فما هو ممن راح يشهد بالزور .
فكم لي فيه صعقة موسوية ... وللقلب من ذكراكم دكة الطور .
تشفعت للبين المشت بكم عسى ... يعود هزيم القرب عودة منصور .
على أن جاه الحظ أكرم شافع ... ولولاه كان الدهر أطوع مأمور .
وما هو إلا الحظ يعترض المنى ... ولو صح لم يحتج إلى بنت منظور .
فكم في البرايا بين عان ومطلق ... وسال ومحزون ودان ومهجور .
وليس سوى التسليم لله والرضى ... بقلب منيب طائع غير مقهور .
وحاش لعلام الخفيات في الورى ... على ما ابتلاني أن ارى غير مأجور .
فكتب إلي الجواب C تعالى : وردت المشرفة السامية بخلاها الزاهية بعلاها المشتملة على الأبيات الأبيات الصادرة عن السجيات السخيات التي فاقت الكنديين وطوت ذكر الطائيين ما شئت من بدائع أيداع وروائع إبداع تقف الفصاحة عندها وتقفو البلاغة حدها فلله ذلك الفضل الوافي بل ذلك السحر الحلال الشافي بل تلك القوي في القوافي بل تلك المقاصد التي أقصدت المنى في المنافي بل تلك المعاني التي حيرت المعاني وفعلت بالألباب ما لا تفعله المثالث والمثاني بل تلك الأوضاع التي حاك الربيع وشيها وامتثل القلم أمرها ونهيها فهو يصرفها كيف يشاء مرسوماً ثقة منه أنها لا تخالف له مرسوماً لقد آل فضل الكتاب إليها وآلى فصل الخطاب لا وقف إلا بين يديها لقد صدرت عن رياض الأدب فجن زهره اليانع لقد أخذت بآفاق سماء الشرف فلها قمراها والنجوم الطوالع لقد أفحمت قائلة : .
من يساجلني يساجل ماجداً ... يملأ من آدابه كل ذنوب .
لقد حسنت حتى كان محاسناً ... تقسمها هذا الأنام عيوب .
هي الشمس تدنو وهي ناء محلها ... وما كل دان للعيون قريب .
تخطت إلى الحضر الجياد نباهة ... وهيهات من ذاك الجناب جنيب .
وحيت فأحيت بالأماني متيماً ... حبيب إليه أن يلم حبيب .
يذكرني ذاك الجمال جمالها ... فليلي كما شاء الغرام رحيب .
وما لي إلا آنة بعد آنة ... وما لي إلا زفرة ونحيب .
حنيناً لعهد غادر القلب رهنه ... وعلم دمع العين كيف يصوب .
وذكرى خليل لم يغب غير شخصه ... وفي كل قلب من هواه نصيب .
ولولا حديث النفس عنه بعوده ... وأن المنى تدعو به فيجيب .
لما استعذب الماء الزلال لأنه ... إذا ما زج الماء الزلال يطيب