وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

استئناف ابتدائي وهو رجوع إلى بيان ما في مصيبة المسلمين من الهزيمة يوم أحد من الحكم النافعة دنيا وأخرى فهو عود إلى الغرض المذكور في قوله تعالى ( وما أصابكم بوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين ) بين هنا أن الله لم يرد دوام اللبس في حال المؤمنين والمنافقين واختلاطهم فقدر هنا زمانا كانت الحكمة في مثله تقتضي بقاءه وذلك أيام ضعف المؤمنين عقب هجرتهم وشدة حاجتهم إلى الاقتناع من الناس بحسن الظاهر حتى لا يبدأ الانشقاق من أول أيام الهجرة فلما استقر الإيمان في النفوس وقر للمؤمنين الخالصين المقام في أمن أراد الله تعالى تنهية الاختلاط وأن يميز الخبيث من الطيب وكان المنافقون يكتمون نفاقهم لما رأوا أمر المؤمنين في إقبال ورأوا انتصارهم يوم بدر فأراد الله أن يفضحهم ويظهر نفاقهم بأن أصاب المؤمنين بقرح الهزيمة حتى أظهر المنافقون فرحهم بنصرة المشركين وسجل الله عليهم نفاقهم باديا للعيان كما قال : .
جزى الله المصائب كل خير ... عرفت عدوي من صديقي وما صدق ( ما أنتم عليه ) هو اشتباه المؤمن والمنافق في ظاهر الحال .
وحرفا ( على ) الأول والثاني في قوله ( على ما أنتم عليه ) للاستعلاء المجازي وهو التمكن من معنى مجرورها ويتبين الوصف المبهم في الصلة بما ورد بعد ( حتى ) من قوله ( حتى يميز الخبيث من الطيب ) فيعلم أن ما هم عليه هو عدم التمييز بين الخبيث والطيب .
ومعنى ( ما كان الله ليذر المؤمنين ) نفي هذا عن أن يكون مرادا لله نفيا مؤكدا بلام الجحود وقد تقدم نظيره في قوله تعالى ( ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب ) إلخ ... .
فقوله ( على ما أنتم عليه ) أي من اختلاط المؤمن الخالص والمنافق فالضمير في قوله ( أنتم عليه ( مخاطب به المسلمون كلهم باعتبار من فيهم من المنافقين .
A E والمراد بالمؤمنين الخلص من النفاق ولذلك عبر عنهم بالمؤمنين وغير الأسلوب لأجل ذلك فلم يقل : ليذركم على ما أنتم عليه تنبيها على أن المراد بضمير الخطاب أكثر من المراد بلفظ المؤمنين ولذلك لم يقل على ما هم عليه .
وقوله ( حتى يميز الخبيث من الطيب ) غاية الجحود المستفاد من قوله ( ما كان الله ليذر ) المفيد أن هذا الوذر لا تتعلق به إرادة الله بعد وقت الإخبار ولا واقعا منه تعالى إلى أن يحصل تمييز الخبيث من الطيب فإذا حصل تمييز الخبيث من الطيب صار هذا الوذر ممكنا فقد تتعلق الإرادة بحصوله وبعدم حصوله ومعناه رجوع إلى الاختيار بعد الإعلام بحالة الاستحالة .
ولحتى استعمال خاص بعد نفي الجحود فمعناها تنهية الاستحالة : ذلك أن الجحود أخص من النفي لأن أصل وضع الصيغة الدلالة على أن ما بعد لام الجحود مناف لحقيقة اسم كان المنفية فيكون حصوله كالمستحيل فإذا إياه المتكلم بغاية كانت تلك الغاية غاية للاستحالة المستفادة من الجحود وليست غاية للنفي حتى يكون مفهومها أنه بعد حصول الغاية يثبت ما كان منفيا وهذا كله لمح لأصل وضع صيغة الجحود من الدلالة على مبالغة النفي لا لغلبة الكشاف ومتابعوه وتنبيه لها أبو حيان فاستشكلها حتى اضطر إلى تأويل النفي بالإثبات فجعل التقدير : إن الله يخلص بينكم بالامتحان حتى يميز . وأخذ هذا التأويل من كلام عطية ولا حاجة إليه على أنه يمكن أن يتأول تأويلا أحسن وهو أن يجعل مفهوم الغاية معطلا لوجود قرينة على عدم إرادة المفهوم ولكن فيما ذكرته بوضوح وتوقيف على استعمال عربي رشيق .
و ( من ) في قوله ( من الطيب ) معناها الفصل أي أحد الضدين من الآخر وهو معنى أثبته ابن مالك وبحث فيه صاحب مغنى اللبيب ومنه قوله تعالى ( والله يعلم المفسد من المصلح ) وقد تقد القول فيه عند قوله تعالى ( والله يعلم المفسد من المصلح ) في سورة البقرة .
وقيل : الخطاب بضمير ( ما أنتم ) للكفار أي : لا يترك الله المؤمنين جاهلين بأحوالكم من النفاق .
وقرأ الجمهور : يميز " بفتح ياء المضارعة وكسر الميم وياء تحتية بعدها ساكنة " من ماز يميز وقرأه حمزة والكسائي ويعقوب وخلف بضم ياء المضارعة وفتح الميم وياء مشددة مكسورة من ميز مضاعف ماز