وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله ( أنما نملي لهم خير لأنفسهم ) ( أن ) أخت إن المكسورة الهمزة و ( ما ) موصولة وليست الزائدة وقد كتبت في المصحف كلمة واحدة كما تكتب إنما المركبة من ( إن ) أخت " أن " و ( ما ) الزائدة الكافة التي هي حرف حصر بمعنى ( ما ) و ( إلا ) وكان القياس أن تكتب مفصولة وهو اصطلاح حدث بعد كتابة المصاحف لم يكن مطردا في الرسم القديم على هذا اجتمعت كلمات المفسرين من المتقدمين والمتأخرين . وأنا أرى أنه يجوز أن يكون ( أنما ) من قوله ( أنما نملي لهم خير لأنفسهم ) هي أنما أخت إنما المكسورة وأنها مركبة من ( أن ) و ( ما ) الكافة الزائدة وأنها طريق من طرق القصر عند المحققين وأن المعنى : ولا يحسبن الذين كفروا انحصار إمهالنا لهم في أنه خير لهم لأنهم لما فرحوا بالسلامة من القتل وبالبقاء بقيد الحياة قد أضمروا في أنفسهم اعتقاد أن بقاءهم ما إلا خير لهم لأنهم يحسبون القتل شرا لهم إذ لا يؤمنون بجزاء الشهادة في الآخرة لكفرهم بالبعث . فهو قصر حقيقي في ظنهم .
A E ولهذا يكون رسمهم كلمة ( أنما ) المفتوحة الهمزة في المصحف جاريا على ما يقتضيه اصطلاح الرسم . و ( أنما نملي لهم خير لأنفسهم ) هو بدل اشتمال من ( الذين كفروا ) فيكون سادا مسد المفعولين لأن المبدل منه صار كالمتروك وسلكت طريقة الإبدال لما فيه من الإجمال ثم التفصيل لأن تعلق الظن بالمفعول الأول يستدعي تشوف السامع للجهة التي تعلق بها الظن وهي مدلول المفعول الثاني فإذا سمع ما يسد مسد المفعولين بعد ذلك تمكن من نفسه فضل تمكن وزاد تقريرا .
وقوله ( إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ) استئناف واقع موقع التعليل للنهي عن حسبان الإملاء خيرا أي ما هو بخير لأنهم يزدادون في تلك المدة إثما .
و ( إنما ) هذه كلمة مركبة من ( إن ) حرف التوكيد و ( ما ) الزائدة الكافة وهي أداة حصر أي : ما نملي لهم إلا ليزدادوا إثما أي فيكون أخذهم به أشد . فهو قصر قلب .
ومعناه أنه يملي لهم ويؤخرهم وهم على كفرهم فيزدادوا إثما في تلك المدة فيشتد عقابهم على ذلك وبذلك لا يكون الإملاء لهم خيرا لهم بل هو شر لهم .
واللام ( ليزدادوا إثما ) لام العاقبة كما هي في قوله تعالى ( ليكون لهم عدوا وحزنا ) أي : إنما نملي لهم فيزدادون إثما فلما كان ازدياد الإثم ناشئا عن الإملاء كان كالعلة له لا سيما وازدياد الإثم يعلمه الله فهو حين أملى لهم علم أنهم يزدادون به إثما فكان الازدياد من الإثم شديد الشبه بالعلة أما علة الإملاء في الحقيقة ونفس الأمر فهي شيء آخر يعلمه الله وهو داخل في جملة حكمة خلق أسباب الضلالة وأهله والشياطين والأشياء الضارة . وهي مسألة مفروغ منها في علم الكلام وهي مما أستأثر الله بعلم الحكمة في شأنه . وتعليل النهي على حسبان الإملاء لهم خيرا لأنفسهم حاصل لأن في شأنه . وتعليل النهي على حسبان الإملاء لهم خيرا لأنفسهم حاصل لأن مداره على التلازم بين الإملاء لهم وبين ازديادهم من الإثم في مدة الإملاء .
( ما كان ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم [ 179 ] )