وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله ( وما كان الله ليطلعكم ) عطف على قوله ( ما كان الله ليذر ) يعني أنه أراد أن يميز لكم الخبيث فتعرفوا أعداءكم ولم يكن من شأن الله إطلاعكم على الغيب فلذلك جعل أسبابا من شأنها أن تستنفر أعداءكم فيظهروا لكم العداوة فتطلعوا عليهم وإنما قال ( وما كان الله ليطلعكم على الغيب ) لأنه تعالى جعل نظام هذا العالم مؤسسا على استفادة المسببات من أسبابها والنتائج من مقدماتها .
وقوله ( ولكن اله يجتبي من رسله من يشاء ) يجوز أنه استدراك ما أفاده قوله ( وما كان الله ليطلعكم على الغيب ) حتى لا يجعله المنافقون حجة على المؤمنين في نفي الوحي والرسالة فيكون المعنى : وما كان الله ليطلعكم على الغيب إلا ما أطلع عليه رسوله ومن شأن الرسول أن لا يفشي ما أسره الله إليه كقوله ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول ) الآية فيكون كاستثناء من عموم ( ليطلعكم ) . ويجوز أنه استدراك على ما يفيده ( وما كان الله ليطلعكم على الغيب ) من انتفاء اطلاع أحد على علم الله تعالى فيكون كاستثناء من مفاد الغيب أي : إلا الغيب الراجع إلى إبلاغ الشريعة وأما ما عداه فلم يضمن الله لرسله إطلاعهم عليه بل قد يطلعهم وقد لا يطلعهم قال تعالى ( وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ) .
وقوله ( فآمنوا بالله ورسله ) إن كان خطابا للمؤمنين فالمقصود منه الإيمان الخاص وهو التصديق بأنهم لا ينطقون عن الهوى وبأن وعد الله لا يخلف فعليهم الطاعة في الحرب وغيره أو أريد الدوام على الإيمان لأن الحالة المتحدث عنها قد يتوقع منها تزلزل إيمان الضعفاء ورواج شبه المنافقين وموقع ( وإن تؤمنوا وتتقوا ) ظاهر على الوجهين وإن كان قوله ( فآمنوا ) خطابا للكفار من المنافقين بناء على أن الخطاب في قوله ( على ما أنتم عليه ) وقوله ( ليطلعكم على الغيب ) للكفار فالأمر بالأيمان ظاهر ومناسبة تفريعه عما تقدم انتهاز فرص الدعوة حيثما تأتت .
A E ( ولا تحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير [ 180 ] ) عطف على ( ولا تحسبن الذين كفروا ) لأن الظاهر أن هذا أنزل في شأن أحوال المنافقين فإنهم كانوا يبخلون ويأمرون الناس بالبخل كما حكى الله عنهم في سورة النساء بقوله ( الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ) وكانوا يقولون : لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا وغير ذلك ولا يجوز بحال أن يكون نازلا في شأن بعض من المسلمين لأن المسلمين يومئذ مبرؤون من هذا الفعل ومن هذا السبان ولذلك قال معظم المفسرين : إن الآية نزلت في منع الزكاة أي فيمن منعوا الزكاة وهل يمنعها يومئذ إلا منافق . ولعل مناسبة ذكر نزول هذه الآية هنا أن بعضهم منع النفقة في سبيل الله في غزوة أحد . ومعنى حسبانه خيرا أنهم حسبوا أن قد استبقوا مالهم وتنصلوا عن دفعه بمعاذير قبلت منهم .
أما شمولها لمنع الزكاة فإن لم يكن بعموم صلة الموصول إن كان الموصول للعهد لا للجنس فبدلالة فحوى الخطاب .
وقرأ الجمهور : ( ولا يحسبن الذين يبخلون ) بياء الغيبة وقرأه حمزة بتاء الخطاب كما تقدم في نظيره . وقرأ الجمهور : تحسبن " بكسر السين " وقرأه ابن عامر وحمزة وعاصم " بفتح السين " .
وقوله ( هو خير لهم ) قال الزمخشري ( هو ) ضمير فصل وقد بنى كلامه على أن ضمير الفصل لا يختص بالوقوع مع الأنفال التي تطلب اسما وخبرا ونقل الطيبي عن الزجاج أنه قال : زعم سيبويه أنه إنما يكون فصلا مع المبتدأ والخبر يعني فلا يصح أن يكون هنا ضمير فصل ولذلك حكى أبو البقاء فيه وجهين : أحدهما أن يكون ( هو ) ضميرا واقعا موقع المفعول الأول على أنه من إنابة ضمير الرفع عن ضمير النصب ولعل الذي حسنه أن المعاد غير مذكور فلا يهتدي إليه بضمير النصب بخلاف ضمير الرفع لأنه كالعمدة في الكلام وعلى كل تقدير فالضمير عائد على البخل المستفاد من ( ينخلون ) مثل ( اعدلوا هو أقرب للتقوى ) ومثل قوله : .
إذا نهي السفيه جرى إليه ... وخالف والسفيه إلى خلاف