وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وجملة ( يريد الله ) استئناف لبيان جزائهم على كفرهم في الآخرة بعد أن بين السلامة من كيدهم في الدنيا والمعنى : أن الله خذلهم وسلبهم التوفيق فكانوا مسارعين في الكفر لأنه أراد أن لا يكون لهم حظ في الآخرة . والحظ : النصيب من شيء نافع .
( إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم [ 177 ] ) A E تكرير لجملة ( إنهم لن يضروا الله شيئا ) قصد به مع التأكيد إفادة هذا الخبر استقلالا للاهتمام به بعد أن ذكر على وجه التعليل لتسلية الرسول وفي اختلاف الصلتين إيماء إلى أن مضمون كل صلة منهما هو سبب الخبر الثابت لموصولها وتأكيد لقوله ( إنهم لن يضروا الله شيئا ) المتقدم كقول لبيد : .
" كدخان نار ساطع أسنامها بعد قوله : .
" كدخان مشعلة يشب ضرامها مع زيادة بيان اشتهارهم هم بمضمون الصلة .
والاشتراء مستعار للاستبدال كما تقدم في قوله تعالى ( أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى ) في سورة البقرة .
( ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم أنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين [ 178 ] ) عطف على قوله ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ) والمقصود مقابلة الإعلام بخلاف الحسبان في حالتين : إحداهما تلوح للناظر حالة ضر والأخرى تلوح حالة خير فأعلم الله أن كلتا الحالتين على خلاف ما يتراءى للناظرين .
ويجوز كونه معطوفا على قوله ( ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر ) إذ نهاه عن أن يكون ذلك موجبا لحزنه لأنهم لا يضرون الله شيئا ثم ألقى إليه خبرا لقصد إبلاغه إلى المشركين وإخوانهم المنافقين : أن لا يحسبوا ثم ألقى إليه خبرا لقصد إبلاغه إلى المشركين وإخوانهم المنافقين : أن لا يحسبوا أن بقاءهم نفع لهم بل هو إملاء لهم يزدادون به إثاما ليكون أخذهم بعد ذلك أشد . وقرأه الجمهور ( ولا يحسبن الذين كفروا ) بياء الغيبة وفاعل الفعل ( الذين كفروا ) وقرأه حمزة وحده بتاء الخطاب .
فالخطاب أما للرسول E وهو نهي عن حسبان لم يقع فالنهي للتحذير منه أو عن حسبان هو خاطر خطر للرسول A غير أنه حسبان تعجب لأن الرسول يعلم أن الإملاء ليس خيرا لهم أو المخاطب الرسول والمقصود غيره ممن يظن ذلك من المؤمنين على طريقة التعريض مثل ( لئن أشركت ليحبطن عملك ) أو المراد من الخطاب كل مخاطب يصلح لذلك .
وعلى قراءة الياء التحتية فالنهي مقصود به بلوغ إليهم ليعلموا سوء عاقبتهم ويمر عيشهم بهذا الوعيد لأن المسلمين لا يحسبون ذلك من قبل . والإملاء : الإمهال في الحياة والمراد به هنا تأخير حياتهم وعدم استئصالهم في الحرب حيث فرحوا بالنصر يوم أحد وبأن قتلى المسلمين يوم أحد كانوا أكثر من قتلاهم .
ويجوز أن يراد بالإملاء التخلية بينهم وبين أعمالهم في كيد المسلمين وحربهم وعدم الأخذ على أيديهم بالهزيمة والقتل كما كان يوم بدر يقال : أملى لفرسه إذا أرخة له الطول في المرعى وهو مأخوذ من الملؤ بالواو وهو سير البعير الشديد ثم قالوا : أمليت للبعير والفرس إذا وسعت له في القيد لأنه يتمكن بذلك من الخبب والركض فسبه فعله بشدة السير وقالوا : أم ليت زيد في غيه أي تركته : على وجه الاستعارة وأملي الله لفلان أخر عقابه قال تعالى ( وأملي لهم إن كيدي متين ) واستعير التملي لطول المدة تشبيها للمعقول بالمحسوس فقالوا : ملاك الله حبيبك تمليئة أي أطال عمرك معه