وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والباء للملابسة أي ملابسين لنعمة وفضل من الله . فالنعمة هي ما أخذوه من الأموال والفضل فضل الجهاد . ومعنى لم يمسسهم سوء لم يلاقوا حربا مع المشركين .
A E وجملة ( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه ) إما استئناف بياني إن جعلت قوله ( الذين قال لهم الناس ) بدلا أو صفة كما تقدم وإما خبر عن ( الذين قال لهم الناس ) إن جعلت قوله ( الذين قال لهم الناس ) مبتدأ والتقدير : الذين قال لهم الناس إلى آخره إنما مقالهم يخوف الشيطان به . ورابط هذه الجملة بالمبتدأ وهو ( الذين قال لهم الناس ) على هذا التقدير عن اسم الإشارة واسم مبتدأ .
ثم الإشارة بقوله ( ذلكم ) إما عائد إلى المقال فلفظ الشيطان على هذا مبتدأ ثان ولفظه مستعمل في معناه الحقيقي والمعنى : أن ذلك المقال ناشئ عن وسوسة الشيطان في نفوس الذين دبروا مكيدة الإرجاف بتلك المقالة لتخويف المسلمين بواسطة ركب عبد القيس .
وإما أن تعود الإشارة إلى ( الناس ) من قوله ( قال لهم الناس ) لأن الناس مؤول بشخص أعني نعميا بن مسعود فالشيطان بدل أو بيان من اسم الإشترة وأطلق عليه لفظ شيطان على طريقة التشبيه البليغ .
وقوله ( يخوف أولياءه ) تقديره يخوفكم أولياءه فحذف المفعول الأول ( يخوف ) بقرينة قوله بعده ( فلا تخافوهم ) فإن خوف يتعدى إلى مفعولين إذ هو مضاعف خاف المجرد وخاف يتعدى إلى مفعول واحد فصار بالتضعيف متعديا إلى مفعولين من باب كسا كما قال تعالى ( ويحذركم الله نفسه ) .
وضمير ( فلا تخافوهم ) على هذا يعود إلى ( أولياءه ) . وجملة ( وخافون ) معترضة بين جملة ( فلا تخافوهم ) وجملة ( إن كنتم مؤمنين ) .
وقوله ( إن كنتم مؤمنين ) شرط مؤخر تقدم دليل جوابه وهو تذكير جوابه وهو تذكير وإحماء لإيمانهم وإلا فقد علم أنهم مؤمنون حقا .
( ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ولهم عذاب عظيم [ 176 ] ) نهي للرسول عن أن يحزن م فعل قوم يحرصون على الكفر أي على أعماله ومعنى ( يسارعون في الكفر ) يتوغلون فيه ويعجلون إلى إظهاره وتأييده والعمل به عند سنوح الفرص ويحرصون على إلقائه في نفوس الناس فعبر عن هذا المعنى بقوله ( يسارعون ) فقيل : ذلك من التضمين ضمن هذا المعنى بقوله ( يسارعون ) فقيل : ذلك من التضمين ضمن يسارعون معنى يقعون فعدي بفي وهي طريقة الكشاف وشروحه وعندي أن هذا استعارة تمثيلية : شبه حال حرصهم وجدهم في تكفير الناس وإدخال الشك على المؤمنين وتربصهم الدوائر وانتهازهم الفرص بحال الطالب المسارع إلى تحصيل شيء يخشى أن يفوته وهو متوغل فيه متلبس به فلذلك عدي ففي الدالة على سرعتهم سرعة الطالب التمكين لا طالب الحصول إذ هو حاصل عندهم ولو عدي بإلى لفهم منه أنهم لو يكفروا عند المسارعة . قبل : هؤلاء هم المنافقون وقيل : قوم أسلموا ثم خافوا من المشركين فارتدوا .
وجملة ( إنهم لن يضروا الله شيئا ) تعليل للنهي عن أن يحزنه تسارعهم إلى الكفر بعلة يوقن بها الرسول E . وموقع إن في مثل هذا المقام إفادة التعليل وإن تغني غناء فاء التسبب كما تقدم غير مرة .
ونفي ( لن يضروا الله ) مراد به نفي أن يعطلوا ما أراده إذ قد كان الله وعد الرسول إظهار دينه على الدين كله وكان سعي المنافقين في تعطيل ذلك نهى الله رسوله أن يحزن لما يبدو له من اشتداد المنافقين في معاكسة الدعوة وبين له أنهم لن يستطيعوا إبطال مراد الله تذكيرا له بأنه وعده بأنه متم نوره .
ووجه الحاجة إلى النهي : هو أن نفس الرسول وإن بلغت مرتقى الكمال لا تعدو ا تعتريها في بعض أوقات الشدة أحوال النفوس البشرية : من تأثير مظاهر الأسباب وتوقع حصول المسببات العادية عندها كما رقع للرسول A يوم بدر . وهو في العريش وإذا انتفى إضرارهم الله انتفى إضرارهم المؤمنين فيما وعدهم الله . وقرأ الجمهور : يحزنك " بفتح الياء وضم الزاي " من حزنه إذا أدخل عليه الحزن وقرأه نافع بضم الياء وكسر الزاي من أحزانه