وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله ( وان الله لا يضيع أجر المؤمنين ) قرأه الجمهور بفتح همزة ( أن ) على انه عطف على ( نعمة من الله وفضل ) والمقصود من ذلك تفخيم ما حصل لهم من الاستبشار وانشراح الأنفس بأن جمع الله لهم المسرة الجثمانية الجزئية والمسرة العقلية الكلية فإن إدراك الحقائق الكلية لذة روحانية عظيمة لشرف الحقائق الكلية وشرف العلم بها وحصول المسرة للنفس من انكشاف لها وإدراكها أي استبشروا بأن علموا حقيقة كلية وسرا جليلا من أسرار العلم بصفات الله وكمالاته التي نعم آثارها أهل الكمال كلهم فتشمل الذين أدركوا وغيرهم ولولا هذا المعنى الجليل لم يكن داع إلى زيادة ( وإن الله لا يضيع أجر المؤمنين ) إذ لم يحصل بزيادة نعمة وفضل للمستبشرين من جنس النعمة والفضل الأولين بل حصلت نعمة وفضل آخران . وقرأ الكسائي بكسر همزة ( إن ) على أنه عطف على جملة ( يستبشرون ) في معنى التذييل فهو غير داخل فيما استبشر به الشهداء . ويجوز أن تكون الجملة على هذا الوجه ابتداء كلام فتكون الواو للاستئناف .
وجملة ( الذين استجابوا لله والرسول ) صفة للمؤمنين أو مبتدأ خبره ( الذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم ) وهذه الاستجابة تشير إلى ما وقع إثر أحد من الإرجاف بأن المشركين بعد أن بلغوا الروحاء خطر لهم أن لو لحقوا المسلمين فاستأصلوهم . وقد مر ذكر هذا وما وقع لمعبد بن أبي معبد الخزاعي عند قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم ) . وقد تقدم القول في القرح عند قوله ( إن يمسكم قرح ) . والظاهر أنه هنا القرح المجازي ولذلك لم يجمع فيقال القروح .
( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل [ 173 ] فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم [ 174 ] إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين [ 175 ] ) يجوز أن يكون ( الذين قال لهم الناس ) إلى آخره بدلا من ( الذين استجابوا لله والرسول ) أو صفة له أو صفة ثانية للمؤمنين في قوله ( وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين ) على طريقة ترك العطف في الأخبار . وإنما بإعادة الموصول دون أن تعطف الصلة على الصلة بشأن هذه الصلة الثانية حتى لا تكون كجزء صلة ويجوز أن يكون ابتداء كلام مستأنف فيكون مبتدأ وخبره قوله ( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه ) أي ذلك القول كما سيأتي . وهذا تخلص بذكر شأن من شؤون المسلمين كفاهم الله به بأس عدوهم بعد يوم أحد بعام إنجازا لوعدهم مع أبي سفيان إذ قال : موعدكم بدر في العام القابل وكان أبو سفيان قد كره الخروج إلى لقاء المسلمين في ذلك الأجل وكاد للمسلمين ليظهر إخلاف الوعد منهم ليجعل ذلك ذريعة إلى الإرجاف بين العرب بضعف المسلمين فجاعل ركبا من عبد القيس مارين بمر الظهران قرب مكة قاصدين المدينة للميرة أن يخبروا المسلمين بأن قريشا جمعوا لهم جيشا عظيما وكان مع الركب نعيم بن مسعود الأشجعي فأخبر نعيم ومن معه المسلمين بذلك فزاد ذلك استعدادا وحمية للدين وخرجوا إلى الموعد وهو بدر فلم يجدوا المشركين وانتظروهم هناك وكانت هنالك سوق فاتجروا ورجعوا سالمين غير مذمومين فذلك قوله تعالى ( الذين قال لهم الناس أي الركب العبديون إن الناس قد جمعوا لكم ) أي إن قريشا قد جمعوا لكم . وحذف مفعول ( جمعوا ) أي جمعوا أنفسهم وعددهم وأحلافهم كما فعلوا يوم بدر الأول .
وقال بعض المفسرين وأهل العربية : إن لفظ الناس هنا أطلق على نعيم بن مسعود وأبي سفيان وجهلوه شاهدا على استعمال الناس بمعنى الواحد والآية تحتمله وإطلاق لفظ الناس مرادا به واحد أو نحوه مستعمل لقصد الإبهام ومنه قوله تعالى ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ) قال المفسرون : يعني ب ( الناس ) محمدا A .
A E