وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقد أثبت القرآن للمجاهدين موتا ظاهرا بقوله ( قتلوا ) ونفي عنهم الموت الحقيقي بقوله ( بل أحياء عند ربهم يرزقون ) فعلمنا انهم وإن كانوا أموات الأجسام فهم أحياء الرواح حياة زائدة على حقيقة بقاء الأرواح غير مضمحلة بل هي حياة بمعنى تحقق آثار الحياة لأرواحهم من حصول اللذات والمدركات السارة لنفسهم ومسرتهم بإخوانهم ولذلك كان قوله ( عند ربهم ) دليلا على أن حياتهم خاصة بهم ليست هي الحياة المتعارفة في هذا العالم أعني حياة الأجسام وجريان الدم في العروق ونبضات القلب ولا هي حياة الأرواح الثابتة لأرواح جميع الناس وكذلك الرزق يجب أن يكون ملائما لحياة الأرواح وهو رزق النعيم في الجنة . فإن علقنا ( عند ربهم ) بقوله ( أحياء ) كما هو الظاهر فالمر ظاهر وإن علقناه بقوله ( يرزقون ) فكذلك لأن هذه الحياة لما كان الرزق الناشئ عنها كائنا عند الله كانت حياة غير مادية ولا دنيوية وحينئذ فتقديم الظرف للاهتمام بكينونة هذا الرزق . وقوله ( فرحين ) حال من ضمير ( يرزقون ) .
والاستبشار : حصول البشارة فالسين والتاء فيه كما في قوله تعالى ( واستغنى الله ) وقد جمع الله لهم بين المسرة بأنفسهم والمسرة بمن بقي من إخوانهم لأن في بقائهم نكاية لأعدائهم وهم مع حصول فضل الشهادة لهم على أيدي الأعداء يتمنون هلاك أعدائهم لأن في هلاكهم تحقيق أمنية أخرى لهم وهي أمنية نصر الدين .
فالمراد ( بالذين لم يلحقوا بهم ) رفقاؤهم الذي كانوا يجاهدون معهم ومعنى لم يلحقوا بهم لم يستشهدوا فيصيروا إلى الحياة الآخرة .
و ( من خلفهم ) تمثيل بمعنى من بعدهم والتقدير : ويستبشرون بالذين لم يصيروا إلى الدار الآخرة من رفاقهم بأمنهم وانتفاء ما يحزنهم . وقوله ( ألا خوف عليهم ) بدل اشتمال و ( لا ) عاملة ليس ومفيدة معناها ولم يبن اسم ( لا ) على الفتح هنا لظهور أن المقصود نفي الجنس ولا احتمال لنفي الوحدة فلا حاجة لبناء النكرة على الفتح وهو كقول إحدى نساء حديث زرع " زوجي كليل تهامه لا حر ولا قر ولا مخافة ولا سآمه " برفع الأسماء النكرات الثلاثة .
وفي هذا دلالة على أن أرواح هؤلاء الشهداء منحت الكشف على ما يسرها من أحوال الذين يهمهم شأنهم في الدنيا . وأن هذا الكشف ثابت لجميع الشهداء في سبيل الله وقد يكون خاصا بالأحوال السارة لأنها لذة لها . وقد يكون هاما لجميع الأحوال لأن لذة الأرواح تحصل بالمعرفة على أن الإمام الرازي حصر اللذة الحقيقية في المعارف . وهي لذة الحكماء بمعرفة حقائق الأشياء ولو كانت سيئة .
وفي الآية بشارة لأصحاب أحد الحياء بأنهم لا تلحقهم نكبة بعد ذلك اليوم .
وضمير ( يستبشرون بنعمة من الله ) يجوز أن يعود إلى الذين لم يلحقوا بهم فتكون الجملة حالا من الذين لم يلحقوا بهم أي لا خوف عليهم ولا حزن فهم مستبشرون بنعمة من الله ويحتمل أن يكون تكريرا لقوله ( ويستبشرون بالذين لم يلحقوا ) والضمير ل ( الذين قتلوا في سبيل الله ) وفائدة التكرير تحقق معنى البشارة كقوله ( ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا ) فكرر أغويناهم ولأن هذا استبشار منه عائد لأنفسهم ومنه عائد لرفاقهم الذين استجابوا لله من بعد القرح والأولى عائد لإخوانهم . والنعمة : هي ما يكون به صلاح والفضل : الزيادة في النعمة .
A E