وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ومعنى ( هم للكفر يومئذ أقرب منهم الإيمان ) أن ما يشاهد من حالهم يومئذ أقرب دلالة على الكفر من دلالة أقوالهم : إنا مسلمون واعتذارهم بقولهم : لو نعلم قتالا لاتبعناكم . أي إن عذرهم ظاهر الكذب والإرادة تفشيل المسلمين والقرب مجاز في ظهور الكفر عليهم .
ويتعلق كل من المجرورين في قوله ( منهم للإيمان ) بقوله ( أقرب ) لأن ( أقرب ) تفضيل يقتضي فاضلا ومفضولا . فلا يقع لبس في تعليق مجرورين به لأن السامع يرد كل مجرور إلى بعض معنى التفضيل .
وقوله ( يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم ) استئناف لبيان مغزى هذا الاقتراب لأنهم من حالهم أنهم مؤمنون فكيف جعلوا إلى الكفر أقرب فقيل : إن الذي يبدونه ليس موافقا لما في قلوبهم وفي هذا الاستئناف ما يمنع أن يكون المارد من الكفر في قوله ( هم للكفر ) أهل الكفر .
وقوله ( الذين قالوا لإخوانهم ) بدل من ( الذين نافقوا ) أو صفة له إذا كان مضمون صلته أشهر عند السامعين إذ لعلهم عرفوا من قبل بقولهم فيما تقدم ( لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ) فذكر هنا وصفا لهم ليتميزوا كمال تمييز . واللام في ( لإخوانهم ) للتعليل وليست للتعدية قالوا : كما هي فيقوله ( وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض ) .
والمراد بالإخوان هنا عين المراد هناك وهم الخزرج الذين قتلوا يوم أحد وهم من جلة المؤمنين .
وجملة ( وقعدوا ) حال معترضة ومعنى لو أطاعونا أي امتثلوا إشارتنا في عدم الخروج إلى أحد وفعلوا كما فعلنا وقرأ الجمهور : ما قتلوا بتخفيف التاء من القتل . وقرأ هشام عن ابن عامر بتشديد التاء من التقتيل للمبالغة في القتل وهو يفيد معنى تفظيعهم ما أصاب إخوانهم من القتل طعنا في طاعتهم النبي A .
وقوله ( قل فادرأوا عن أنفسكم الموت عن كنتم صادقين ) أي ادرأوه عند حلوله فإن من لم يمت بالسيف مات بغيره أي : إن كنتم صادقين في أن سبب موت إخوانكم هو عصيان أمركم .
( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون [ 169 ] فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون [ 170 ] يستبشرون بنعمة من الله والله لا يضيع أجر المؤمنين [ 171 ] الذين استجابوا لله والرسول من بعدما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم [ 172 ] ) قوله ( لا تحسبن ) عطف على ( قل فادرءوا عن أنفسكم الموت ) فلما أمر الله نبيه أن يجيبهم بما فيه تبكيتهم على طريقة إرخاء العنان لهم في ظنهم أن الذين قتلوا من إخوانهم قد ذهبوا سدى فقيل لهم إن الموت لا مفر منه على كل حال أعرض بعد ذلك عن خطابهم لقلة أهليتهم وأقبل على خطاب من يستأهل المعرفة فقال ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ) وهو إبطال لما تلهف منه المنافقون على إضافة قتلاهم .
والخطاب يجوز أن يكون للنبي A تعليما له وليعلم المسلمين ويجوز أن يكون جاريا على طريقة العرب في عدم إرادة مخاطب معين .
والحسبان : الظن بأنهم أموات .
وقرأ الجمهور : الذين قتلوا " بتخفيف التاء " وقرأ ابن عامر بتشديد التاء أي قتلوا قتلا كثيرا .
وقوله ( بل أحياء ( للإضراب عن قوله ( ولا تحسبن الذين قتلوا ) فلذلك كان ما بعدها حملة غير مفرد لأنها أضربت عن حكم الجملة ولم تضرب عن مفرد من الجملة فالوجه في الجملة التي بعدها أن تكون اسمية من المبتدأ المحذوف والخبر الظاهر فالتقدير : بل هم أحياء ولذلك قرأه السبعة بالرفع وقرئ بالنصب على أن الجملة فعلية والمعنى : بل أحسبتم أحياء وأنكرها أبو علي الفارسي .
A E