وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمراد بمثليها المساويان في الجنس أو القيمة باعتبار جهة المماثلة أي : أنكم قد نلتم مثلي ما أصابكم والمماثلة هنا مماثلة في القدر والقيمة لا في الجنس فإن رزايا الحرب أجناس : قتل وأسر وغنيمة وأسلاب فالمسلمون أصابهم يوم أحد القتل : إذ قتل منهم سبعون وكانوا قد قتلوا من المشركين يوم بدر سبعين فهذا أحد المثلين ثن إنهم أصابوا من المشركين أسرى يوم بدر فذلك مثل آخر في المقدار إذ الأيسر كالقتيل أو أريد أنهم يوم أحد أصابوا قتلى إلا أن عددهم أقل فهو مثل في الجنس لا في المقدار والقيمة .
و ( أنى ) استفهام بمعنى من أين قصدوا به التعجب والإنكار وجملة ( قلتم أنى هذا ) جواب ( لما ) والاستفهام بأنى هنا مستعمل في التعجب .
ثم ذيل الإنكار والتعجب بقوله ( قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير ) أي إن الله على نصركم وعلى خذلانكم فلما عصيتم وجررتم لأنفسكم الغضب قدر الله لكم الخذلان .
( وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين [ 166 ] وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون [ 167 ] الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين [ 168 ] ) عطف علة قوله ( أولما أصابتكم مصيبة ) وهو كلام وارد على معنى التسليم أي : هبوا أن هذه مصيبة ولم يكن عنها عوض فهي بقدر الله فالواجب التسليم ثم رجع إلى ذكر بعض ما في ذلك من الحكمة .
وقوله ( وما أصابكم ) أراد به عين المراد بقوله ( أصابتكم مصيبة ) وهي مصيبة الهزيمة . وإنما أعيد ما أصابكم ليعين اليوم بأنه يوم التقى الجمعان . وما موصولة مضمنة معنى الشرط كأنه قيل : وأما ما أصابكم لأن قوله ( وما أصابكم ) معناه بيان سببه وحكمنه فلذلك قرن الخبر بالفاء . و ( يوم التقى الجمعان ) هو يوم أحد . وإنما لم يقل وهي بإذن الله لأن المقصود إعلان ذكر المصيبة وأنها بإذن الله إذ المقام مقام إظهار الحقيقة وأما التعبير بلفظ ( ما أصابكم ) دون أن يعاد لفظ المصيبة فتفنن أو قصد الإطناب .
والإذن هنا مستعمل في غير معناه إذ لا معنى لتوجه الإذن إلى المصيبة فهو مجاز في تخلية الله تعالى بي ن أسباب المصيبة وبين المصابين وعدم تدارك ذلك باللطف . ووجه الشبه أن الإذن تخلية بين المأذون ومطلوبه ومراده ذلك أن الله تعالى رتب السباب والمسببات في هذا العالم على نظام فإذا جاءت المسببات من قبل أسبابها فلا عجب والمسلمون اقل من المشركين عددا وعددا فانتصار المسلمين يوم بدر كرامة لهم وانهزامهم يوم أحد عادة وليس بإهانة . فهذا المراد بالإذن .
وقوله ( وليعلم المؤمنين ) عطف على ( فبإذن الله ) عطف العلة على السبب . والعلم هنا كناية عن الظهور والتقرر في الخارج كقول إياس بن قبيصة الطائي : .
وأقبل والخطي يخطر بيننا ... لأعلم من جبانها من شجاعها أراد لتظهير شجاعتي وجبن الاخرين وقد تقدم نظيره قريبا .
و ( الذين نافقوا ) هم عبد اله بن أبي ومن انخزل معه يوم أحد وهم الذين قيل فيهم : تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قاله لهم عبد الله بن عمر بن حرام الأنصاري والد جابر بن عبد الله فإنه لما رأى انخزالهم قال لهم : اتقوا الله ولا تتركوا نبيكم وقاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا . والمراد بالدفع حراسة الجيش وهو الرباط أي : ادفعوا عنا من يريدنا من العدو فلما قال عبد الله بن عمر بن حرام ذلك أجابه عبد الله بن أبي وأصحابه بقولهم : لم نعلم قتالا لاتبعناكم أي لو نعلم أنه قتال قيل : أرادوا أن هذه ليس بقتال بل إلقاء باليد إلى التهلكة وقيل : أرادوا أن قريشا لا ينوون القتال وهذا لا يصح إلا لو كان قولهم هذا حاصلا قبل انخزالهم وعلى هذين فالعلم التحقق المسمى بالتصديق عند المناطقة وقيل : أرادوا لو نحسن القتال لاتبعناكم . فالعلم بمعنى المعرفة وقولهم حينئذ تهكم وتعذر .
A E