وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وهذه المنة خاصة بالعرب ومزية لهم زيادة على المنة ببعثة محمد على جميع البشر فالعرب وهم الذين تلقوا الدعوة قبل الناس كلهم لأن الله أراد ظهور الدين بينهم ليتلقوه التلقوة الكامل المناسب لصفاء أذهانهم وسرعة فهمهم لدقائق اللغة ثم يكونوا هم حملته إلى البشر فيكونوا أعوانا على عموم الدعوة ولمن بأخلاق العرب وأتقن لسانهم والتبس بعوائدهم وأذواقهم اقتراب من هذه المزية وهو معظمها إذ لم يفته منها إلا النسب والموطن وما هما إلا مكملان لحسن التلقي ولذلك كان المؤمن مدة حياة رسول الله A من العرب خاصة بحيث إن تلقيهم الدعوة كان على سواء في الفهم حتى استقر الدين . وقد روي عن رسول الله A أنه قال " من دخل في الإسلام فهو من العرب " .
وقوله ( يتلو عليهم آياته ) أي يقرأ عليهم القرآن وسميت جمل القرآن آيات لأن كل واحدة منها دليل على صدق الرسول من حيث بلاغة اللفظ وكمال المعنى كما تقدم في المقدمة الثامنة من مقدمات هذا التفسير فكانوا صالحين لفهم ما يتلى عليهم من غير حاجة لترجمان .
والتزكية : التطهير أي يطهر النفوس بهدي الإسلام .
وتعليم الكتاب هو تبيين مقاصد القرآن وأمرهم بحفظ ألفاظه لتكون معانيه حاضرة عندهم .
والمراد بالحكمة ما اشتملت عليه الشريعة من تهذيب الأخلاق وتقنين الأحكام لأن ذلك كله مانع الأنفس من سوء الحال واختلال النظام وذلك من معنى الحكمة وتقدم القول في ذلك عند قوله تعالى ( يؤتي الحكمة من يشاء ) .
وعطف الحكمة على الكتاب عطف الأخص من وجه على الأعم من وجه فمن الحكمة ما هو في الكتاب نحو ( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) ومنها ما ليس في الكتاب مثل قوله عليه السلام " لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين " وفي الكتاب ما هو علم وليس حكمة مثل فرض الصلاة والحج .
وجملة ( وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) حال وإن مخففة مهملة والجملة بعدها خبر عن ضمير الشأن محذوف والجملة خبره على رأي صاحب الكشاف وهو التحقيق إذ لا وجه لزوال عملها مع بقاء معناها ولا وجهه للتفرقة بينها وبين المفتوحة إذا خففت فقد قدروا لها اسما هو ضمير الشأن بل نجد المكسورة أولى ببقاء العمل عند التخفيف لأنها أم الباب فلا يزول عملها بسهولة وقال جمهور النحاة : يبطل عملها وتكون بعدها جملة وعلى هذا فالمراد بإهمالها أنها لا تنصب مفردين بل تعمل في ضمير شأن وجملة إما اسمية أو فعلية فعلها من النواسخ غالبا .
ووصف الضلال بالمبين لأنه لا يلتبس على أحد بشائبة هدى أو شبهة فكان حاله مبينا كونه ضلالا كقوله ( وقالوا هذا سحر مبين ) .
والمراد به ضلال الشرك والجهالة والتقاتل وأحكام الجاهلية .
ويجوز أن يشمل قوله ( على المؤمنين ) المؤمنين في كل العصور ويراد بكونه من أنفسهم أنه من نوع البشر . ويراد بإسناد تعليم الكتاب والحكمة إليه ما يجمع بين الإسناد الحقيقي والمجازي لأن تعليم ذلك متلقى منه مباشرة أو بالواسطة .
( أولما أصبتكم مصيبة أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير [ 165 ] ) عطف الاستفهام الإنكاري التعجيبي على ما تقدم فإن قولهم ( أنى هذا ) مما ينكر ويتعجب السامع من صدوره منهم بعد ما علموا ما أتوا من أسباب المصيبة إذ لا ينبغي أن يخفى على ذي فطنة وقد جاء موقع هذا الاستفهام بعد ما تكرر : من تسجيل تبعة الهزيمة عليهم بما ارتكبوا من عصيان أمر الرسول ومن العجلة إلى الغنيمة وبعد أن أمرهم بالرضا بما وقع وذكرهم النصر الواقع يوم بدر عطف على ذلك هنا إنكار تعجبهم من إصابة الهزيمة إياهم .
( ولما ) اسم زمان مضمن معنى الشرط فيدل على وجود جوابه لوجود شرطه وهو ملازم الإضافة إلى جملة شرطه فالمعنى : قلتم لما أصابتكم مصيبة : أنى هذا .
وجملة ( قد أصبتم مثليها ) صفة لمصيبة والمعنى أصبتم غلبتم العدو ونلتم منه مثلي ما أصابكم به يقال : أصاب إذا غلب قال قطري بن الفجاءة .
ثم انصرفت وقد أصبت ولم أصب ... جذع البصيرة فارح الإقدام A E