وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ومن غل في المغنم يؤخذ منه ما غله ويؤدب بالاجتهاد ولا قطع فيه باتفاق هذه قول الجمهور وقال الأوزاعي وإسحاق وأحمد بن حنبل وجماعة : يحرق متاع الغال كله عدا سلاحه وسرجه ويرد ما غله إلى بيت المال واستدلوا بحديث رواه صالح بن محمد زائدة أبو واقد الليثي عن عمر بن الخطاب : أن النبي A قال : " إذا وجدتم الرجل قد غل فاحرقوا متاعه واضربوه " وهو حديث ضعيف قال الترمذي سالت محمدا يعني البخاري عنه فقال " إنما رواه صالح بن محمد وهو منكر الحديث " . على أنه لو صح لوجب تأويله لأن قواعد الشريعة تدل على وجوب تأويله فالأخذ به إغراق في التعلق بالظواهر وليس من التفقه في شيء .
( أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير [ 162 ] هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون [ 163 ] ) تفريع على قوله ( ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ( فهو كالبان لتوفية كل نفس بما كسبت ) .
والاستفهام إنكار للماثلة المستفادة من كلف التشبيه فهو بمعنى لا يستوون . والاتباع هنا التطلب : شبه حال المتوخي بأفعاله رضى الله بحال المتطلب لطلبه فهو يتبعها حيث حل ليقتنصها وفي هذا التشبيه حسن التنبيه على أن التحصيل على رضوان الله تعالى محتاج إلى فرط اهتمام . وفي فعل ( باء ) من قوله ( كمن باء بسخط من الله ) تمثيل لحال صاحب المعاصي بالذي خرج يطلب ما ينفعه فرجع بما يضره أو رجع بالخيبة كما تقدم في معنى قوله تعالى ( فما ربحت تجارتهم ) في سورة البقرة . وقد علم من هذه المقابلة حال أهل الطاعة وأهل المعصية أو أهل الإيمان وأهل الكفر .
وقوله ( هم درجات عند الله ) عاد الضمير ل ( من اتبع رضوان الله ) لأنهم المقصود من الكلام ولقرينة قوله ( درجات ) لأن الدرجات منازل رفعة .
وقوله ( عند الله ) تشريف لمنازلهم .
( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم آيته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين [ 164 ] ) استئناف لتذكير رجال يوم أحد وغيرهم من المؤمنين بنعمة الله عليهم . ومنة ذكره هنا أن فيه من التسلية على مصيبة الهزيمة حظا عظيما إذ قد شاع تصبير المحزون وتعزيته بتذكيره ما هو فيه من النعم وله مزيد ارتباط بقوله ( فبما رحمة من الله لنت لهم ) وكذلك جاءت آي هذا الغرض في قصة أحد ناشئا بعضها عن بعض متفننة في مواقعها بحسب ما سمحت به فرص الفراغ من غرض والشروع في غيره فما تجد طراد الكلام يغدو طلقا في حلبة الاستطراد إلا وتجد له رواحا إلى منبعثه .
والمن هنا : إسداء المنة أي النعمة وليس هو تعداد النعمة على المنعم عليه مثل الذي في قوله ( لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى ) في سورة البقرة وإن كان ذكر هذا المن منا بالمعنى الآخر والكل محمود من الله تعالى لأن المن إنما كان مذموما لما فيه من إبداء التطاول على المنعم عليه وطول الله ليس بمجحود .
والمراد بالمؤمنين هنا المؤمنون يومئذ وهم الذين كانوا مع النبي A بقرينة السياق وهو قوله " إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم " أي أمتهم العربية .
و ( إذ ) ظرف ل ( من ) لأن الإنعام بهذه النعمة حصل أوقات البعث .
ومعنى ( من أنفسهم ) المماثلة لهم في الأشياء التي تكون المماثلة فيها سببا لقوة التواصل وهي هنا النسب واللغة والوطن . والعرب تقول : فلان من بني فلان من أنفسهم أي من صميمهم ليس انتسابه إليهم بولاء أو لصق وكأن هذا وجه إطلاق النفس عليه التي هي في معنى المماثلة فكونه من أهل نسبهم أي كونه عربيا يوجب أنسهم به والركون إليه وعدم الاستيحاش منه وكونه يتكلم بلسانهم يجعلهم سريعين إلى فهم ما يجيء به وكونه جارا لهم وربيا فيهم بعجل لهم التصديق برسالته إذ يكونون قد خبروا أمره وعلموا فضله وشاهدوا استقامته ومعجزاته . وعن النقاش : قيل ليس في العرب قبيلة إلا ولها ولادة لرسول الله A إلا تغلب وبذلك فسر ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) .
A E