وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وجملة ( يظنون بالله غير الحق ) إما استئناف بياني نشأ عن قوله ( قد أهمتهم أنفسهم ) وإما حال من ( طائفة ) . ومعنى ( يظنون بالله غير الحق ) انهم ذهبت بهم هواجسهم إلى أن يظنوا بالله ظنونا باطلة من أوهام الجاهلية . وفي هذا تعريض بأنهم لم يزالوا على جاهليتهم لم يخلصوا الدين لله وقد بين بعض ما لهم من الظن بقوله ( يقولون هل لنا من الأمر من شيء ) وهل للاستفهام الإنكاري بمعنى النفي بقرينة زيادة ( من ) قبل النكرة وهي من خصائص النفي وهو تبرئة لأنفسهم من أن يكونوا سببا في مقابلة العدو . حتى نشأ عنه ما نشأ وتعريض بأن الخروج للقتال يوم أحد خطأ وغرور ويظنون أن محمدا A ليس برسول إذ لو كان لكان مؤيدا بالنصر .
والقول في ( هل لنا من الأمر من شيء ) كالقول في ( ليس لك من الأمر شيء ) المتقدم آنفا . والمراد بالأمر هنا شأن الخروج إلى القتال . والأمر بمعنى السيادة الذي منه الإمارة ومنه أولو الأمر .
وجملة ( يقولون هل لنا من الأمر من شيء ) بدل اشتمال من جملة ( يظنون ) لأن ظن الجاهلية يشتمل على معنى هذا القول . ومعنى ( لو كان لنا من الأمر شيء ) أي من شأن الخروج إلى القتال أو من تدبير الناس شيء أي رأي ما قتلنا هاهنا أي ما قومنا . وليس المراد انتفاء القتل مع الخروج إلى القتال في أحد بل المراد انتفاء الخروج إلى أد الذي كان سببا في قتل من قتل كما تدل عليه قرينة الإشارة بقوله ( هاهنا ) فالكلام كناية . وهذا القول قاله عبد الله بن أبي ابن سلول لما أخبروه بمن استشهد من الخزرج يومئذ وهذا تنصل من أسباب الحرب وتعريض بالنبي ومن أشار بالخروج من المؤمنين الذين رغبوا في إحدى الحسنيين .
وإنما كان هذا الظن غير الحق لأنه تخليط في معرفة صفات الله وصفات رسوله وما يجوز وما يستحيل فإن الله أمرا وهديا وله قدر وتيسير وكذلك لرسوله الدعوة والتشريع وبذل الجهد في تأييد الدين وهو في ذلك معصوم وليس معصوما من جريان الأسباب الدنيوية عليه ومن أن يكون الحرب بيته وبين عدوه سجالا قال أبو سفيان لهرقل وقد سأله : كيف كان قتالكم له ؟ فقال له أبو سفيان : ينال منا وننال منه فقال هرقل : وكذلك الإيمان حتى يتم . فظنهم ذلك ليس بحق .
وقد بين الله تعالى أنه ظن الجاهلية الذين لم يعرفوا الإيمان أصلا فهؤلاء المتظاهرون بالإيمان في قلوبهم فبقيت معارفهم كما هي من عهد الجاهلية .
والجاهلية صفة جرت على موصوف محذوف يقدر بالفئة أو الجماعة وربما أريد به حالة الجاهلية في قولهم أهل الجاهلية وقوله تعالى ( تبرج الجاهلية الأولى ) والظاهر أنه نسبة إلى الجاهل أي الذي لا يعلم الدين والتوحيد فإن العرب أطلقت الجهل على ما قابل الحلم قال أبن الرومي : .
بجهل كجهل السيف والسيف منتضى ... وحلم كحلم السيف والسيف مغمد وأطلقت الجهل على عدم العلم قال السموأل : .
" فليس سواء عالم وجهول وقال النابغة : .
" وليس جاهل شيء مثل من علما وأحسب أن لفظ الجاهلية من مبتكرات القرآن وصف به أهل الشرك تنفيرا من الجهل وترغيبا في العلم ولذلك يذكره القرآن في مقامات الذم في نحو قوله ( أفحكم الجاهلية يبغون ) ( ولا تبرججن تبرج الجاهلية الأولى ) ( إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية ) . وقال أبن عباس : سمعت أبي في الجاهلية يقول : اسقنا كأسا دهاقا وفي حديث حكيم بن حزام : أنه سأل النبي A عن أشياء كان يتحنث بها في الجاهلية من صدقة وعتاقة وصلة رحم وقالوا : شعر الجاهلية وأيام الجاهلية . ولم يسمع ذلك كله إلا بعد نزول القرآن وفي كلام المسلمين .
وقوله ( غير الحق ) منتصب على أنه مفعول " يظنون " كأنه قيل الباطل . وانتصب قوله ( ظن الجاهلية ) على المصدر المبين للنوع إذ كل أحد يعرف عقائد الجاهلية إن كان متلبسا بها أو تاركا لها .
وجملة ( يخفون ) حال من الضمير في ( يقولون ) أي يقولون ذلك في حال نيتهم غير ظاهره ف ( يخفون في أنفسهم ملا يبدونه لك ) إعلان بنفاقهم وأن قولهم ( هل لنا من الأمر من شيء ) وقولهم ( لو كان من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا ) هو وإن كان ظاهره صورة العتاب عن ترك مشورتهم فنيتهم منه تخطئة النبي في خروجه بالمسلمين إلى أحد وأنهم أسد رأيا منه .
A E