وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وجملة ( يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ) بدل اشتمال من جملة ( يخفون في أنفسهم ) إذ كانوا قد قالوا ذلك فيما بينهم ولم يظهروه أو هي بيان لجملة ( يقولون هل لنا من الأمر من شيء ) إذا أظهروا قولهم للمسلمين فترجع الجملة إلى معنى بدل الاشتمال من جملة ( يظنون ) لأنها لما بينت جملة هي بدل فهي أيضا كالتي بينتها وهذا أظهر لأجل قوله بعده ( قل لو كنتم في بيوتكم ) فإنه يقتضي أن تلك المقالة فشت وبلغت الرسول ولا يحسن كون جملة ( يقولون لو كان ) إلى آخره مستأنفة خلافا لما في الكشاف .
وهذه المقالة صدرت من معتب بن قشير قال الزبير بن العوام : غشيني النعاس فسمعت معتب بن قشير يقول : لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا . فحكى القرآن مقالته كما قالها وأسندت إلى جميعهم لأنهم سمعوها ورضوا بها .
وجملة ( قل إن الأمر كله لله ) رد عليهم هذا العذر الباطل أي أن الله ورسوله غير محتاجين إلى أمركم . والجملة معترضة . وقرأ الجمهور : كله بالنصب تأكيدا لاسم إن وقرأه أبو عمرو ويعقوب بالرفع على نية الابتداء . والجملة خبر إن .
( قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم ) لقن الله رسوله الجواب عن قولهم : لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا والجواب إبطال لقولهم وتعليم للمؤمنين لدفع ما عسى أن بقع في نفوسهم من الريب إذا سمعوا كلام المنافقين أو هو جواب للمنافقين ويحصل به علم للمؤمنين . وفصلت الجملة جريا على حكاية المقاولة كما قررنا غير مرة وهذا الجواب جار على الحقيقة هي جريان الأشياء على قدر من الله والتسليم لذلك بعد استفراغ الجهد في مصادفة المأمول فليس هذا الجواب ونظائره بمقتضى ترك الأسباب لأن قدر الله تعالى وقضاءه غير معلومين لنا إلا بعد الوقوع فنحن مأمورون بالسعي فيما عساه أن يكون كاشفا عن مصادقة الله لمأمولنا فإن استغفرنا جهودنا وحرمنا المأمول علمنا أن قدر الله جرى من قبل على خلاف مرادنا فأما ترك الأسباب فليس من شأننا وهو مخالف لما أراد الله منا وإعراض عما أقامنا الله في هذا العالم وهو تحريف لمعنى القدر . والمعنى : لو لم تكونوا هاهنا وكنتم في بيوتكم لخرج الذين كتب الله عليهم أن يموتوا مقتولين فقتلوا في مضاجعهم التي اضطجعوا فيها يوم أحد أي مصارعهم فالمراد بقوله ( كتب ) قدر ومعنى ( برز ) خرج إلى البراز وهو الأرض .
وقرأ الجمهور باء ( بيوتكم ) " بالكسر " . وقرأه أبو عمرو وورش عن نافع وحفص وأبو جعفر بالضم .
والضاجع جمع مضجع " بفتح الميم وفتح الجيم " وهو محل الضجوع والضجوع : وضع الجنب بالأرض للراحة والنوم وفعله من باب منع ومصدره القياسي الضجع وأما الضجوع فغير قياسي إطلاق المضجع على مكان النوم قال تعالى ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) وفي حديث أم زرعة : " نمضجعه كمسل شطبة " فحقيقة الضجوع هو وضع الجنب للنوم والراحة وأطلق هنا على مصارع سبيل الاستعارة وحسنها أن الشهداء أحياء فهو استعارة أو مشاكلة تقديرية لأن قولهم ما قتلنا هاهنا يتضمن معنى أن الشهداء كانوا يبقون في بيوتهم متمتعين بفروشهم .
( وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور [ 154 ] ) ( وليبتلي الله ما في صدوركم ) عطف على قوله ( لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ) وما بينهما جعل بعضها عطف على الجملة المعللة وبعضها معترضة فهو خطاب للمؤمنين لا محالة وهو عل ثانية لقوله ( فأثابكم غما بغم ) .
والصدور هنا بمعنى الضمائر والابتلاء : الاختبار وهو هنا عن أثره وهو إظهار للناس والحجة على أصحاب تلك الضمائر بقرينة قوله ( والله عليم بذات الصدور ) كما تقدم في قوله تعالى ( وليعلم الله الذين آمنوا ) .
والتمحيص تلخيص مما يخالطه مما فيه عيب له فهو كالتزكية . والقلوب هنا بمعنى العقائد ومعنى تمحيص ما في قلوبهم تطهيرها مما يخامرها من الريب حين سماع شبه المنافقين التي يبثونها بينهم .
A E