وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله ( ما لم ينزل به سلطانا ) أي ما لا سلطان له . والسلطان : الحجة والبرهان لأنه يتسلط على النفس ونفي تنزيله وأريد نفي وجوده لأنه لو كان لنزل أي لأوحى الله به إلى الناس لأن الله لم يكتم الناس الإرشاد إلى ما يجب عليهم من اعتقاد على ألسنة الرسل فالتنزيل إما بمعنى الوحي وإما بمعنى نصيب الأدلة عليه كقولهم " نزلت الحكمة على ألسنة العرب وعقول الفرس وأيدي الصين " ولما كان الحق لا يعدو هذين الحالين : لأنه إما أن يعلم بالوحي أو بالأمارات كان نفي تنزيل السلطان على الإشراك كناية عن نفي السلطان نفسه كقول الشاعر الذي لا يعرف اسمه : .
لا تفزع الأرنب أهوالها ... ولا ترى الضب بها ينجحر وقوله ( ومأواهم النار ) ذكر عقابهم في الآخرة . والمأوى مفعل من أوى إلى كذا إذا ذهب إليه والمثوى مفعل من ثوى إذا أقام فالنار مصيرهم ومقرهم والمراد المشركون .
( ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين [ 151 ] ) ( ولقد صدقكم ) عطف على قوله ( سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب ) وهذا عود إلى التسلية على ما أصابهم وإظهار لاستمرار عناية الله تعالى بالمؤمنين ورمز إلى الثقة بوعدهم بإلقاء الرعب في قلوب المشركين وتبين لسبب هزيمة المسلمين : تطمينا لهم بذكر نظيره ومماثلة السابق فإن لذلك موقعا عظيما في الكلام على حد قولهم " التاريخ يعيد نفسه " وليتوسل بذلك إلى إلقاء تبعة الهزيمة عليهم وأن الله لم يخلفهم وعده ولكن سوء صنيعهم أوقعهم في المصيبة كقوله ( وما أصابك من سيئة فمن نفسك ) .
وصدق الوعد : تحقيقه والوفاء به لأن معنى الصدق مطابقة الخبر للواقع وقد عدي صدق هنا إلى مفعولين وحقه لا يتعدى إلا إلى مفعول واحد . قال الزمخشري في قوله تعالى في سورة الأحزاب ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) يقال : صدقني أخوك وكذبني إذا قال لك الصدق والكذب وأما المثل " صدقني سن بكره " فمعناه صدقني في سن بكره بطرح الجار وإيصال الفعل . فنصب ( وعده ) هنا على الحذف والإيصال وأصل الكلام صدقكم في وعده أو على تضمين صدق معنى أعطى .
والوعد هنا وعد النصر الواقع بمثل قوله ( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ) أو بخبر خاص في يوم أحد .
وإذن الله بمعنى التقدير وتيسير الأسباب .
و ( إذ ) في قوله ( إذ تحسونهم ) نصب على الظرفية لقوله ( صدقكم ) أي : صدقكم الله الوعد حين كنتم تحسونهم بإذنه فإن ذلك الحس تحقيق لوعد الله إياهم بالنصر و ( إذ ) فيه للمضي وأتي بعدها بالمضارع لإفادة التجدد أي لحكاية تجدد الحس في الماضي .
والحس " بفتح الحاء " القتل أطلقه أكثر اللغويين وقيده في الكشاف بالقتل الذريع وهو أصوب .
وقوله ( حتى إذا فشلتم ) ( حتى ) حرف انتهاء وغاية يفيد أن مضمون الجملة التي بعدها غاية لمضمون الجملة التي قبلها فالمعنى : إذ يلقونهم بتيسير الله واستمر قتلكم إياهم إلى حصول الفشل لكم والتنازع بينكم .
و ( حتى ) هنا جارة و ( إذا ) مجرور بها .
و ( إذا ) اسم زمان وهو في الغالب للزمان المستقبل وقد يخرج عنه إلى الزمان مطلقا كما هنا ولعل نكتة ذلك أنه أريد استحضار الحالة العجيبة تبعا لقوله ( تحسونهم ) .
و ( إذا ) هنا مجردة عن معنى الشرط لأنها إذا صارت للمضي انسلخت عن الصلاحية للشرطية إذ الشرط لا يكون ماضيا إلا بتأويل لذلك فهي غير محتاجة لجواب فلا فائدة في تكلف تقديره : انقسمتم ولا إلى جعل الكلام بعدها دليلا عليه وهو قوله ( منكم من يريد الدنيا ) إلى آخرها .
A E