وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والباء في قوله ( بما أشركوا بالله ) للعوض وتسمى باء المقابلة مثل قولهم : هذه بتلك وقوله تعالى ( جزاء بما كسبا ) وهذا جزاء دنيوي رتبه الله تعالى على الإشراك به ومن حكمته تعالى أن رتب على المور الخبيثة آثار خبيثة فإن الشرك لما كان اعتقاد تأثير منن لا تأثير له وكان ذلك الاعتقاد يرتكز في نفوس معتقديه على غير دليل كان من شأن معتقده أن يكون مضطرب النفس متحيرا في العاقبة في تغلب بعض الآلهة على بعض فيكون لكل قوم صنم هم أخص به وهو في تلك الحالة يعتقدون أن لغيره من الأصنام مثل ما له من القدرة والغيرة . فلا تزال آلهتهم في مغالبة ومنافرة . كما لا يزال أتباعهم كذلك والذين حالهم كما وصفنا لا يستقر لهم قرار في الشقة بالنصر في حروبهم إذ هم لا يدرون هل الربح مع آلهتهم أم مع أضدادها وعليه فقوله ( ما لم يتنزل به سلطانا ) صلة أجريت على المشرك به ليس القصد بها تعريف الشركاء ولكن قصد بها الإيماء إلى أنه من أسباب إلقاء الرعب في قلوبهم إذ هم على غير يقين فيما أشركوا واعتقدوا فقلوبهم وجلة متزلزلة إذ قد علم كل أحد أن الشركاء يستحيل أن ينزل بهم سلطان . فإن قلت : ما ذكرته يقتضي أن الشرك سبب في إلقاء الرعب في قلوب أهله فيتعين أن يكون الرعب نازلا في قلوبهم من قبل هذه الوقعة والله يقول ( ستلقي ) أي في الستقبل قلت : هو كذلك إلا أن هذه الصفات تستكين في النفوس حتى يدعوا داعي ظهورها فالرعب والشجاعة صفتان لا تظهران إلا عند القتال وتقويان وتضعفان فالشجاع تزيد شجاعته بتكرر الانتصار وقد ينزوي قليلا إذا انهزم ثم تعود له صفته سرعى . كما وصفه عمرو بن الإطنابة في قوله : .
وقولي كلما جشأت وجاشت ... مكانك تحمدي أو تستريحي وقول الحصين بن الحمام : .
تأخرت استبقي الحياة فلم أجد ... لنفسي حياة مثل أن أتقدما وكذلك الرعب والجبن قد يضعف عند حصول بارقة انتصار فالمشركون لما انهزموا بادئ الأمر يوم أحد فلت عزيمتهم ثم لمال ابتلى الله المؤمنين بالهزيمة راجعهم شيء من الشجاعة والازدهاء ولكنهم بعد انصرافهم عاودته صفاتهم " وتأبى الطباع على الناقل " . فقوله " سنلقي " أي إلقاء إعادة الصفة إلى النفوس ولك أن تجعل السين فيه لمجرد التأكيد أي ألقينا ونلقي ويندفع الإشكال .
وكثير من المفسرين ذكروا أن هذا الرعب كانت له مظاهر : منها أن المشركين لما انتصروا على المسلمين كان في مكنتهم أن يوغلوا غي استئصالهم إلا أن الرعب صدهم عن ذلك لأنهم لما انصرفوا قاصدين الرجوع إلى مكة عن لهم في الطريق ندم وقالوا : لو رجعنا فاقتفينا آثار محمد وأصحابه فإنا قتلناهم ولم يبق إلا الفل والطريد فلنرجع إليهم حتى نستأصلهم وبلغ ذلك النبي A فندب المسلمين إلى لقائهم فانتدبوا وكانوا في غاية الضعف ومثقلين بالجراحة حتى قيل : إن الواحد منهم كان يحمل الآخر ثم ينزل المحمول فيحمل الذي كان حامله فقي ض الله معبد ابن أبي معبد الخزاعي وهو كافر فجاء إلى رسول الله فقال " إن خزاعة قد ساءها ما أصاب ولوددنا أنك لم ترزأ في أصحابك " ثم لحق معبد بقريش فأدركهم بالروحاء قد أجمعوا الرجعة إلى قتال المسلمين فقال له أبو سفيان : ما وراءك يا معبد قال : محمد وأصحابه قد خرجوا يطلبونكم في جمع لم أر مثله قط يتحرفون عليكم قد اجتمع معه من كان تخلف عنه فقال : ويلك ما تقول ؟ ! قال : ما أرى أنك ترتحل حتى ترى نواصي الخيل ولقد حملني ما رأيت منه على أن قلت فيه : .
كادت تهد من الأصوات راحلتي ... إذ سالت الأرض بالجرد الأبابيل .
تردي بأسد كرام لا تنابلة ... عند اللقاء ولا ميل معازيل .
فظلت أعدو أظن الأرض مائلة ... لما سموا برئيس غير مخذول فوقع الرعب في قلوب المشركين وقال صفوان لن أمية : لا ترجعوا فإني أرى أنه سيكون للقوم قتال غير الذي كان .
A E