وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقال أبو الحسين البصري من المعتزلة رادا على السلف : لا يجوز أن يكون علم الله بأن القمر سيخسف عين علمه بعد ذلك بأنه خسف لأمور ثلاثة : الأول التغاير بينهما في الحقيقة لأن كونه سيقع غير حقيقة كونه وقع فالعلم بأحدهما يغاير العلم بالآخر لأن اختلاف المتعلقين يستدعي اختلاف العالم بهما . الثاني التغاير بينهما في الشرط فإن شرط العلم يكون الشيء سيقع هو عدم الوقوع وشرط العلم بكونه وقع الوقوع فلو كان العلمان شيئا واحدا لم يختلف شرطهما . الثالث أنه يمكن العلم بأنه وقع الجهل بأنه سيقع وبالعكس وغير المعلوم غير المعلوم " هكذا عبر أبو الحسين أي الأمر الغير معلوم مغاير للمعلوم " ولذلك قال أبو الحسين بالتزام وقوع التغير في علم الله تعالى بالمتغيرات وأن ذاته تقتضي اتصاله بكونه عالما بالمعلومات التي ستقع بشرط وقوعها فيحدث العلم بأنها وجدت عند وجودها ويزول عند زوالها ويحصل علم آخر وهذا عين مذهب جهم وهشام . ورد عليه بأنه يلزم أن لا يكون الله تعالى في الأول عالما بأحوال الحوادث وهذا تجهيل . وأجاب عنه عبد الحكيم في حاشية المواقف بأن أبا الحسين ذهب إلى أنه تعالى يعلم في الأزل أن الحادث سيقع على الوصف الفلاني فلا جهل فيه وأن عدم شهوده للحوادث قبل حدوثها ليس بجهل إذ هي معدومة في الواقع بل لو علمها تعالى شهوديا حين عدمها لكان ذلك العلم هو الجهل لأن شهود المعدوم مخالف للواقع فالعلم المتغير الحادث هو العلم الشهودي .
فالحاصل أن ثمة علمين : أحدهما قديم وهو العلم المشروط بالشروط والآخر حادث وهو العوم الحاصلة عند حصول الشروط وليست من علمائنا وعلماء المعتزلة إطلاق إثبات تعلق حادث لعلم الله تعالى بالحوادث . وقد ذكر ذلك الشيخ عبد الحكيم في الرسالة الخاقانية التي جعلها لتحقيق علم الله تعالى غير منسوب لقائل بل عبر عنه بقيل وقد رأيت التفتراني جرى على ذلك في حاشية الكشاف في هذه الآية فلفعل الشيخ الحكيم نسي أن ينسبه .
وتأويل الآية على اختلاف المذاهب : فأما الذين أبوا إطلاق الحدوث على تعلق فقالوا في قوله ( وليعلم الله الذين آمنوا ) أطلق العلم على لازمه وهو ثبوت المعلوم أي تميزه على طريقة الكناية لأنها كإثبات الشيء بالبرهان وهذا كقول إياس بن قبيصة الطائي : .
وأقبلت والخطي يخطر بينا ... لأعلم من جبانها من شجاعها أي ليظهر الجبان والشجاع فأطلق العلم وأريد ملزومه .
ومنهم من جعل قوله ( وليعلم الله ) تمثيلا أي فعل ذلك فعل من يريد أن يعلم وإليه مال في الكشاف ومنهم من قال : العلة هي تعلق علم الله بالحادث وهو تعلق حادث أي ليعلم الله الذين آمنوا موجودين . قاله البيضاوي والتفتراني في حاشية الكشاف . وإن كان المراد من قوله ( الذين آمنوا ) ظاهره أي ليعلم من أتصف بالإيمان تعين التأويل في هذه الآية لا لأجل لزوم حدوث علم الله تعالى بل لأن علم الله بالمؤمنين من أهل أحد حاصل من قبل أن يمسهم القرح فقال الزجاج : أراد العلم الذي يترتب عليه الجزاء وهو ثباتهم على الإيمان وعدم تزلزلهم في حالة الشدة وأشار التفتزاني إلى أن تأويل صاحب الكشاف ذلك بأنه وارد مورد التمثيل ناظرا إلى كون العلم بالمؤمنين حاصلا من قبل لا لأجل التحرز عن لزوم حدوث العلم .
وقوله ( ويتخذ منكم شهداء ) عطف على العلة السابقة وجعل القتل في ذلك اليوم الذي هو سبب اتخاذ القتلى شهداء علة من علل الهزيمة لأن كثرة القتلى هي التي أوقعت الهزيمة .
والشهداء هم الذين قتلوا يوم أحد وعبر عن تقدير الشهادة بالاتخاذ لأن الشهادة فضيلة من الله واقتراب من رضوانه ولذلك قوبل بقوله ( والله لا يحب الظالمين ) أي الكافرين فهو في جانب الكفار أي فقتلاكم في الجنة وقتلاهم في النار فهو كقوله ( قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ) .
A E