وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقرأ ابن عامر وحمزة : إن بكسر الهمزة على الحكاية . وعلى كلتا القراءتين فتأكيد الكلام بإن المفتوحة الهمزة والمكسورتها لتحقيق الخبر ؛ لأنه لغرابته ينزل المخبر به منزلة المتردد الطالب .
ومعنى ( يبشرك بيحيى ) يبشرك بمولود يسمى يحيى فعلم أن يحيى اسم لا فعل بقرينة دخول الباء عليه وذكر في سورة مريم ( إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى ) .
ويحيى معرب يوحنا بالعبرانية فهو عجمي لا محالة نطق به العرب على زنة المضارع من حيي وهو غير منصرف للعجمة أو لوزن الفعل . وقتل يحيى في كهولته عليه السلام بأمر " هيرودس " قبل رفع المسيح بمدة قليلة .
وقد ضمت إلى بشارته بالابن بشارة بطيبه كما رجا زكريا فقيل له مصدقا بكلمة من الله فمصدقا حال من يحيى أي كامل التوفيق لا يتردد في كلمة تأتي من عند الله . وقد أجمل هذا الخبر لزكريا ليعلم أن حادثا عظيما سيقع يكون ابنه فيه مصدقا برسول يجيء وهو عيسى عليهما السلام .
ووصف عيسى كلمة من الله لأنه خلق بمجرد أمر التكوين الإلهي المعبر عنه بكلمة ( كن ) أي كان تكوينه غير معتاد وسيجيء عند قوله تعالى ( إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم ) . والكلمة على هذا إشارة إلى مجيء عيسى عليه السلام . ولا شك أن تصديق الرسول ومعرفة كونه صادقا بدون تردد هدى عظيم من الله لدلالته على صدق التأمل السريع لمعرفة الحق وقد فاز بهذا الوصف يحيى في الأولين وخديجة وأبو بكر في الآخرين قال تعالى ( والذي جاء بالصدق وصدق له ) وقيل : الكلمة هنا التوراة وأطلق عليها الكلمة لأن الكلمة تطلق على الكلام وأن الكلمة هي التوراة .
والسيد فيعل من ساد يسود إذا فاق قومه في محامد الخصال حتى قدموه على أنفسهم واعترفوا له بالفضل . فالسؤدد عند العرب في الجاهلية يعتمد كفاية مهمات القبيلة والبذل لها وإتعاب النفس لراحة الناس قال الهذلي : .
وإن سيادة الأقوام فاعلم ... لها صعداء مطلبها طويل .
أترجون أن تسود ولن تعنى ... وكيف يسود ذو الدعة البخيل وكان السؤدد عندهم يعتمد خلالا مرجعها إلى إرضاء الناس على أشرف الوجوه وملاكه بذل الندى وكف الأذى واحتمال العظائم وأصله الرأي وفصاحة اللسان .
والسيد في اصطلاح الشرع من يقوم بإصلاح حال الناس في دنياهم وأخراهم معا وفي الحديث " أنا سيد ولد آدم ولا فخر " وفيه " إن ابني هذا سيد " يعني الحسن بن علي فقد كان الحسن جامعا خصال السؤدد الشرعي وحسبك من ذلك أنه تنازل عن حق الخلافة لجمع كلمة الأمة ولإصلاح ذات البين وفي تفسير ابن عطية عن عبد الله ابن عمر أنه قال : ( ما رأيت أحدا أسود من معاوية ابن أبي سفيان فقيل له وأبو بكر وعمر قال : هما خير من معاوية ومعاوية أسود منهما ) قال ابن عطية : ( أشار إلى أن أبا بكر وعمر كانا من الاستصلاح وإقامة الحقوق بمنزلة هما فيها خير من معاوية ولكن مع تتبع الجادة وقلة المبالاة برضا الناس ينخرم فيه كثير من خصال السؤدد ومعاوية قد برز في خصال السؤدد التي هي الاعتمال في إرضاء الناس على أشرف الوجوه ولم يواقع محذورا ) .
ووصف اله يحيى بالسيد لتحصيله الرئاسة الدينية فيه من صباه فنشأ محترما من جميع قومه تعالى ( وآتيناه الحكم صبيا وحنان من لدنا وزكاة ) وقد قيل السيد هنا الحليم التقي معا : قاله قتادة والضحاك وابن عباس وعكرمة . وقيل الحليم فقط : قال ابن جبير . وقيل السيد هنا الشريف : قاله جابر بن زيد وقيل السيد هنا العالم : قاله ابن المسيب وقتادة أيضا .
وعطف ( سيدا ) على ( مصدقا ) وعطف حصورا وما بعده عليه يؤذن بأن المراد به غير العليم ولا التلقي وغير ذلك محتمل . والحصور فعول بمعنى مفعول مثل رسول أي حصور عن قربان النساء .
A E