وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمحراب بناء يتخذه أحد ليخلو فيه بتعبده وصلاته وأكثر ما يتخذ في علو يرتقي إليه بسلم أو درج وهو غير المسجد وأطلق على غير ذلك إطلاقات على وجه التشبيه أو التوسع كقول عمر بن أبي ربيعة : .
دمية عند راهب قسيس ... صوروها في مذبح المحراب أرادا في مذبح البيعة لأن المحراب لا يجعل فيه مذبح . وقد قيل : إن المحراب مشتق من الحرب لأن المتعبد كأنه يحارب الشيطان فيه فكأنهم جعلوا ذلك المكان آلة لمحرب الشيطان .
ثم أطلق المحراب عند المسلمين على موضع كشكل نصف قبة في طول قامة ونصف يجعل بموضع القبلة ليقف فيه الإمام للصلاة . وهو إطلاق مولد وأول محراب في الإسلام محراب مسجد الرسول A صنع في خلافة الوليد بن عبد الملك مدة إمارة عمر بن عبد العزيز على المدينة . والتعريف في ( المحراب ) تعريف الجنس ويعلم أن المراد محراب جعلته مريم للتعبد .
و ( أنى ) استفهام عن المكان أي من أين لك هذا فلذلك كان جواب استفهامه قولها ( من عند الله ) .
واستفهام زكريا مريم عن الرزق لأنه في غير إبانه ووقت أمثاله قيل : كان عنبا في فصل الشتاء . والرزق آنفا عند قوله ( وترزق من تشاء بغير حساب ) .
وجملة ( إن الله يرزق من يشاء ) من كلام مريم المحكي .
والحساب في قوله ( بغير حساب ) بمعنى الحصر لأن الحساب يقتضي حصر الشيء المحسوب بحيث لا يزيد ولا ينقص فالمعنى إن الله يرزق من يريد رزقه بما لا يعرف مقداره لأنه موكول إلى فضل الله .
( هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء [ 38 ] ) أي في ذلك المكان قبل أن يخرج وقد نبهه إلى الدعاء مشاهدة خوارق العادة مع قول مريم ( إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ) والحكمة ضالة المؤمن وأهل النفوس الزكية يعتبرون بما يرون ويسمعون فلذلك عمد إلى الدعاء بطلب الولد في غير إبانه وقد كان في حسرة من عدم الولد كما حكى الله عند في سورة مريم . وأيضا فقد كان حينئذ في مكان شهد فيه فيضا إلهيا . ولم يزل أهل الخير يتوخون الأمكنة بما حدث فيها من خير والأزمنة الصالحة كذلك وما هي إلا كالذوات الصالحة في أنها محال تجليات رضا الله .
وسأل الذرية الطيبة لأنها التي يرجى منها خير الدنيا والآخرة بحصول الآثار الصالحة النافعة . ومشاهدة خوارق العادات خولت لزكريا الدعاء بما هو من الخوارق أو من المستبعدات لأنه رأى نفسه غير بعيد عن عناية الله تعالى لا سيما في زمن الفيض أو مكانه فلا يعد دعاؤه بذلك تجاوزا لحدود الأدب مع الله على نحو ما قرره القرافي في الفرق بين ما يجوز من الدعاء وما لا يجوز . وسميع هنا بمعنى مجيب .
( فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين [ 39 ] ) ( قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء [ 40 ] قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار [ 41 ] ) الفاء في قوله ( فنادته الملائكة ) للتعقيب أي استجيبت دعوته للوقت .
وقوله ( وهو قائم ) جملة حالية والقصود من ذكرها بيان سرعة إجابته ؛ لأن دعاءه كان في صلاته .
ومقتضى قوله تعالى ( هنالك ) والتفريع عليه بقوله فنادته أن المحراب محراب مريم .
وقرأ الجمهور : فنادته بتاء تأنيث لكون الملائكة جمعا وإسناد الفعل للجمع يجوز فيه التأنيث على تأويله بالجماعة أي نادته جماعة من الملائكة . ويجوز أن يكون الذي ناداه ملكا واحدا وهو جبريل وقد ثبت التصريح بهذا في إنجيل لوقا فيكون إسناد النداء إلى الملائكة من قبيل إسناد فعل الواحد إلى قبيلته كقولهم : قتلت بكر كليبا .
وقرأه حمزة والكسائي وخلف : فناداه الملائكة على اعتبار المنادي واحدا من الملائكة وهو جبريل .
وقرأ الجمهور : أن الله بفتح همزة أن على انه في محل جر بباء محذوفة أي نادته الملائكة بأن الله يبشرك بيحيى .
A E