وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله ( وإني سميتها مريم ) الظاهر أنها أرادت تسميتها باسم افضل نبيه في بني إسرائيل وهي مريم أخت موسى وهارون وخولها ذلك أن أباها سمي أبي مريم أخت موسى .
وتكرر التأكيد في ( وإني أعيذها بك ) للتأكيد : لأن حال كراهيتها يؤذن بأنها ستعرض عنها فلا تشتغل بها وكأنها أكدت هذا الخبر إظهارا للرضا بما قدر الله تعالى ولذلك انتقلت إلى الدعاء لها الدال على الرضا والمحبة وأكدت جملة أعيذها مع أنها مستعملة في إنشاء الدعاء : لأن الخبر مستعمل في الإنشاء برمته التي كان عليها وقت الخبرية كما قدمناه في قوله تعالى ( إني وضعتها أنثى ) وكقول أبي بكر " إني استخلفت عليكم عمر بن الخطاب " .
( فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا ) تفريع على الدعاء مؤذن بسرعة الإجابة وضمائر النصب لمريم . ومعنى تقلبها : تقبل تحريرها لخدمة بيت المقدس أي أقام الله مريم مقام منقطع لله تعالى ولم يكن ذلك مشروعا من قبل .
وقوله ( بقبول حسن ) الباء فيه للتأكيد وأصل نظم الكلام : فتقبلها قبولا حسنا فأدخلت الباء على المفعول المطلق ليصير كالآلة للتقبل فكأنه شيء ثان وهذا إظهار للعناية بها في هذا القول وقد عرف هذا القبول بوحي من الله إلى زكريا بذلك وأمره بأن يكفلها زكريا أعظم أحبارهم وأن يوحي إليه بإقامتها بعد ذلك لخدمة المسجد ولم يكن ذلك للنساء قبلها وكل هذا إرهاص بأنه سيكون منها رسول ناسخ لأحكام كثيرة من التوراة ؛ لأن خدمة النساء للمسجد المقدس لم تكن مشروعة .
ومعنى ( وأنبتها نباتا حسنا ) أنشأها إنشاء صالحا . وذلك في الخلق ونزاهة الباطن فشبه إنشاؤها وشبابها بإنبات النبات الغض على طريق الاستعارة ( ونبات ) مفعول مطلق لأنبت وهو مصدر نبت وإنما أجري على أنبت للتخفيف .
( وكفلها زكريا ) عد هذا في فضائل مريم لأنه من جملة ما يزيد فضلها لأن أبا التربة يكسب خلقه وصلاحه مرباه .
وزكريا كاهن إسرائيلي اسمه زكريا من بني أبيا بن باكر بن بنيامين من كهنة اليهود جاءته النبوءة في كبره وهو ثاني من اسمه زكريا من أنبياء بني إسرائيل وكان متزوجا امرأة من ذرية هارون اسمها " اليصابات " وكانت امرأته نسيبة مريم كما في إنجيل لوقا قيل : كانت أختها والصحيح أنها كانت خالتها أو من قرابة أمها ولما ولدت مريم كان أبوها قد مات فتنازع كفالتها جماعة من أحبار بني إسرائيل حرصا على كفالى بنت حبرهم الكبير واقترعوا على ذلك كما يأتي فطارت القرعة لزكريا والظاهر أن جعل كفالتها للأحبار لأنها محررة لخدمة المسجد فيلزم أن تربى تربية صالحة لذلك .
وقرأ الجمهور : وكفلها زكريا بتخفيف الفاء من كفلها أي تولى كفالتها وقرأ حمزة وعاصم والكسائي وخلف : وكفلها بتسديد الفاء أي أن الله جعل زكريا كافلا لها وقرأ الجمهور زكريا بهمزة في آخره ممدودا وبرفع الهمزة وقرأه حمزة والكسائي وحفص عن عاصم وخلف : بالقصر وقرأه أبو بكر عن عاصم : بالهمزة في آخره ونصب الهمزة .
( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب [ 37 ] ) دل قوله ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا ) على كلام محذوف أي فكانت مريم ملازمة لخدمة بيت المقدس وكانت تتعبد بمكان تتخذه لها محرابا وكان زكريا يتعهد تعبدها فيرى كرامة لها أن عندها ثمارا في غير وقت وجود صنفها .
و ( كلما ) مركبة من ( كل ) الذي هو اسم لعموم ما يضاف هو إليه ومن ( ما ) الظرفية وصلتها المقدرة بالمصدر والتقدير : كل وقت دخول زكريا عليها وجد عندها رزقا .
وانتصب كل على النيابة عن المفعول فيه وقد تقدم عند قوله تعالى ( كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل ) في سورة البقرة .
فجملة ( وجد عندها رزقا ) حال من ( زكريا ) في قوله ( وكفلها زكريا ) .
ولك أن تجعل جملة ( وجد عندها رزقا ) بدل اشتمال من جملة ( وكفلها زكريا ) .
A E