وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

عود إلى الموعظة بطريق الإجمال البحت : فذلكة للكلام وحرصا على الإجابة فابتدأ الموعظة أولا بمقدمة وهي قوله ( إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا ) ثم شرع في الموعظة بقوله ( قل للذين كفروا ستغلبون ) الآية وهو ترهيب ثم بذكر مقابلة في الترغيب بقوله ( قل أنبئكم بخير من ذلكم ) الآية ثم بتأييد ما عليه المسلمون بقوله ( شهد الله أنه لا إله إلا هو ) الآية وفي ذلك تفصيل كثير . ثم جاء بطريق المجادلة بقوله ( فإن حاجوك ) الآية ثم بترهيب بغير استدلال صريح ولكن بالإيماء إلى الدليل وذلك قوله ( إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ) ثم بطريق التهديد والإنذار التعريضي بقوله ( قل اللهم مالك الملك ) الآيات . ثم أمر بالقطيعة في قوله ( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء ) . ثم انتقل إلى طريقة الترغيب في قوله ( قل إن كنتم تحبون الله إلى قوله الكافرين ) وختم بذكر عدم محبة الكافرين ردا للعجز على الصدر المتقدم في قوله ( إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ) الآية ليكون نفي المحبة عن جميع الكافرين نفيا عن هؤلاء الكافرين المعينين .
( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العلمين [ 33 ] ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم [ 34 ] ) انتقال من تمهيدات سبب السورة إلى واسطة التمهيد والمقصد كطريقة التخلص فهذا تخلص لمحاجة وفد نجران وقد ذكرناه في أول السورة فابتدئ هنا بذكر آدم ونوح وهما أبو البشر أو أحدهما وذكر إبراهيم وهو أبو المقصودين بالتفضيل وبالخطاب . فأما آدم فهو أبو البشر باتفاق الأمم كلها إلا شذوذا من أصحاب النزعات الإلحادية الذين ظهروا في أوروبا واخترعوا نظيرة تسلسل أنواع الحيوان بعضها من بعض وهي نظيرة فائلة .
وآدم اسم أبس البشر عند جميع أهل الأديان وهو علم عليه وضعه لنفسه بإلهام من الله تعالى كما وضع مبدأ اللغة . ولا شك أن من أول ما يحتاج إليه هو وزوجه أن يعبر أحدهما للآخر وظاهر القرآن أن الله أسماه بهذا الاسم من قبل خروجه من جنة عدن ولا يجوز أن يكون اسمه مشتقا من الأدمة وهي اللون المخصوص لأن تسمية ذلك اللون بالأدمة خاص بكلام العرب فلعل العرب وضعوا اسم ذلك اللون أخذا من وصف لون آدم أبي البشر .
وقد جاء في سفر التكوين من كتاب العهد عند اليهود ما يقتضي : أن آدم وجد على الأرض في وقت يوافق سنة 3942 اثنين وأربعين وتسعمائة وثلاثة آلاف قبل ميلاد عيسى وأنه عاش تسعمائة وثلاثين سنة فتكون وفاته في سنة 3012 اثنتي عشرة وثلاثة آلاف قبل ميلاد عيسى هذا ما تقبله المؤرخون المتبعون لضبط السنين . والمظنون عند المحققين الناظرين في شواهد حضارة البشرية أن هذا الضبط لا يعتمد وأن وجود آدم متقادم في أزمنة مترامية البعد هي أكثر بكثير مما حدده سفر التكوين .
وأما نوح فتقول التوراة : إنه ابن لامك وسمي عند العرب لمك بن متوشالخ بن أخنوخ ( وهو إدريس عند العرب ) ابن يارد بتحتية في أوله بن مهلئيل بميم مفتوحة فهاء ساكنة فلام مفتوحة بن قينان بن أنوش بن شيت بن آدم . وعلى تقديرها وتقدير سني أعمارهم يكون قد ولد سنة ست وثمانين وثمانمائة وألفين قبل ميلاد عيسى وتوفي سنة ست وثلاثين وتسعمائة وألف قبل ميلاد عيسى والقول فيه كما تقدم في ضبط تاريخ وجود آدم .
A E