وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وفي زمن نوح وقع الطوفان على جميع الأرض ونجاه الله وأولاده وأزواجهم في الفلك فيكون أبا ثانيا للبشر . ومن الناس من يدعي أن الطوفان لم يعم الأرض وعلى هذا الرأي ذهب مؤرخو الصين وزعموا أن الطوفان لم يشمل قطرهم فلا يكون نوح عندهم أبا ثانيا للبشر . وعلى رأي الجمهور فالبشر كلهم يرجعون إلى أبناء نوح الثلاثة سام وحام ويافث وهو أول رسول بعثه الله إلى الناس حسب الحديث الصحيح . وعمر نوح تسعمائة وخمسين سنة على ما في التوراة فهو ظاهر قوله تعالى ( فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما ) وفي التوراة : أن الطوفان حدث وعمر نوح ستمائة سنة وأن نوحا صار بعد الطوفان فلاحا وغرس الكرم واتخذ الخمر . وذكر الآلوسي صفته بدون سند فقال : كان نوح دقيق الوجه في رأسه طول عظيم العينين غليظ العضدين كثير لحم الفخذين ضحم السرة طويل القامة جسيما طويل اللحية . قيل : إن مدفنه بالعراق في نواحي الكوفة وقيل في ذيل جبل لبنان وقيل بمدينة الكرك . وسيأتي ذكر الطوفان : في سورة الأعراف وفي سورة العنكبوت وذكر شريعته في سورة الشورى وفي سورة نوح .
ولآل : الرهط وآل إبراهيم : أبناؤه وحفيده وأسباطه والمقصود تفضيل فريق منهم . وشمل آل إبراهيم الأنبياء من عقبه كموسى ومن قبله ومن بعده وكمحمد E وإسماعيل وحنظلة بن صفوان وخالد بن سنان .
وأما آل عمران : فهم مريم وعيسى فمريم بنت عمران بن ماتان كذا سماه المفسرون وكان من أحبار اليهود وصالحيهم وأصله بالعبرانية عمرام بميم في آخره فهو أبو مريم قال المفسرون : هو من نسل سليمان بن داود وهو خطأ والحق أنه من نسل هارون أخي موسى كما سيأتي قريبا . وفي كتب النصارى : أن اسمه يوهاقيم فلعله كان له اسمان ومثله كثير . وليس المراد هنا عمران والد موسى وهارون ؛ إذ المقصود هنا التمهيد لذكر مريم وابنها عيسى بدليل قوله ( إذ قالت امرأت عمران ) .
وتقدم الكلام على احتمال معنى الآل عند قوله تعالى ( وإذ نجيناكم من آل فرعون ) في سورة البقرة ولكن الآل هنا متعين للحمل على رهط الرجل وقرابته .
ومعنى اصطفاء هؤلاء على العالمين اصطفاء المجموع على غيرهم أو اصطفاء كل فاضل منهم على أهل زمانه .
وقوله ( ذرية بعضها من بعض ) حال من آل إبراهيم وآل عمران . والذرية تقدم تفسيرها عتد قوله تعالى ( قال ومن ذريتي ) في سورة البقرة وقد أجمل البعض هنا : لأن المقصود بيان شدة الاتصال بين هذه الذرية فمن للاتصال لا للتبعيض أي بين هذه الذرية اتصال القرابة فكل بعض فيها هو متصل بالبعض الآخر كما تقدم في قوله تعالى ( فليس من الله في شيء ) .
والغرض من ذكر هؤلاء تذكير اليهود والنصارى بشدة انتساب أنبيائهم إلى النبي محمد A فما كان ينبغي أن يجعلوا موجب القرابة موجب عداوة وتفريق . ومن هنا ظهر موقع قوله ( والله سميع عليم ) أي سميع بأقوال بعضكم في بعض هذه الذرية : كقول اليهود في عيسى وأمه وتكذيبهم وتكذيب اليهود والنصارى لمحمد A .
( إذ قالت امرأت عمرن رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم [ 35 ] فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم [ 36 ] ) تقدم القول في موقع إذ في أمثال هذا المقام عند تفسير قوله تعالى ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ) . وموقعها هنا أظهر في أنها غير متعلقة بعامل فهي لمجرد الاهتمام بالخبر ولذا قال أبو عبيدة : إذ هنا زائدة ويجوز أن تتعلق بأذكر محذوفا ولا يجوز تعلقها باصطفى : لأن هذا خاص بفضل آل عمران ولا علاقة له بفضل آدم ونوح وآل إبراهيم .
A E