وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وإظهار اسم الله دون ضميره فلم يقل وهو على كل شيء قدير : لتكون الجملة مستقلة فتجري مجرى المثل والجملة لها معنى التذييل . والخطاب للمؤمنين تبعا لقوله ( لا يتخذ المؤمنون الكافرين ) الآية .
( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تودد لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد [ 30 ] ) جملة مستأنفة أصل نظم الكلام فيها : تود كل نفس لو أن بينها وبين ما عملت من سوء أمدا بعيدا يوم تجد ما عملت من خير محضرا . فقدم ظرفها على عامله على طريقة عربية مشهورة الاستعمال في أسماء الزمان إذ كانت هي المقصود من الكلام قضاء لحق الإيجاز بنسخ بديع . ذلك أنه إذا كان اسم الزمان هو الأهم في الغرض المسوق له الكلام وكان مع ذلك ظرفا لشيء من علائقه جيء به منصوبا على الظرفية وجعل معنى بعض ما يحصل منه مصوغا في صيغة فعل عامل في ذلك الظرف . أو أصل الكلام : يحضر لكل نفس يوم الإحضار ما عملت من خير وما عملت من سوء فتود في ذلك اليوم لو أن بينها وبين ما عملت من سوء أمدا بعيدا أي زمانا متأخرا وأنه لم يحضر ذلك اليوم . فالضمير في قوله وبينه على هذا يعود إلى ما عملت من سوء فحول التركيب وجعل ( تود ) هو الناصب ليوم ليستغني بكون ظرفا عن كونه فاعلا . أو يكون أصل الكلام : يوم تجد كل نفس ما عملت من خير ومن شر محضرا تود لو أن بينها وبين ذلك اليوم أمدا بعيدا ؛ ليكون ضمير بينه عائدا إلى يوم أي تود أنه تأخر ولم يحضر كقوله ( رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق ) وهذا التحويل من قبيل قول امرئ القيس : .
يوما على ظهر الكثيب تعذرت ... علي وآلت حلفة لم تحلل فإن مقصده ما حصل في اليوم ولكنه جعل الاهتمام بنفس اليوم لأنه ظرفه . ومنه ما يجيء في القرآن غير مرة ويكثر مثل هذا في الجمل المفصول بعضها عن بعض بدون عطف لأن الظرف والمجرور يشبهان الروابط فالجملة المفصولة إذا صدرت بواحد منها أكسبها ذلك نوع ارتباط بما قبلها : كما في هذه الآية وقوله تعالى ( إذ قالت امرأة عمران ) ونحوهما وهذا أحسن الوجوه في نظم هذه الآية وأومأ إليه في الكشاف .
وقيل منصوب بأذكر . وقيل متعلق بقوله ( المصير ) وفيه بعد لطول الفصل وقيل بقوله ( يحذركم ) وهو بعيد لأن التحذير حاصل من وقت نزول الآية ولا يحسن أن يجعل عامل الظرف في الآية التي قبل هذه لعدم التئام الكلام حق الالتئام .
فعل الوجه الأول قوله تود هو مبدأ الاستئناف وعلى الوجوه الأخرى هو جملة حالية من قوله وما عملت من سوء .
وقوله ( ويحذركم الله نفسه ) يجوز أن كون تكريرا للتحذير الأول لزيادة التأكيد لقول لبيد : .
فتنازعا سبطا يطير ظلاله ... كدخان مشعلة يشب ضرامها .
مشمولة غلثت بنابت عرنج ... كدخان نار ساطع أسنامها ويجوز أن يكون الأول تحذيرا من موالاة الكافرين والثاني تحذيرا من أن يجدوا يوم القيامة ما عملوا من سوء محضرا .
والخطاب للمؤمنين ولذلك سمى الموعظة تحذيرا : لأن المحذر لا يكون متلبسا بالوقوع في الخطر فإن التحذير تبعيد من الوقوع وليس انتشالا بعد الوقوع وذيله هنا بقوله ( والله رؤوف بالعباد ) للتذكير بأن هذا التحذير لمصلحة المحذرين .
والتعريف في العباد للاستغراق : لأن رأفة الله شاملة لكل الناس مسلمهم وكافرهم ( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ) ( الله لطيف بعباده ) وما وعيدهم إلا لجلب صلاحهم وما تنفيذه بعد فوات المقصود منه إلا لصدق كلماته وانتظام حكمته سبحانه . ولك أن تجعل ( أل ) عوضا عن المضاف إليه أي بعباده فيكون بشارة للمؤمنين .
( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم [ 31 ] ) A E