وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فقوله ( في شيء ) تصريح بعموم النفي في جميع الأحوال لرفع احتمال تأويل نفي الاتصال بأغلب الأحوال فالمعنى أن فاعل ذلك مقطوع عن الانتماء إلى الله وهذا ينادى على أن المنهي عنه هنا ضرب من ضروب الكفر وهو الحال التي كان عليها المنافقون وكانوا يظنون ترويجها على المؤمنين ففضحهم الله تعالى ولذلك قيل : إن هذه الآية نزلت في المنافقين ومما يدل على ذلك أنها نظير الآية الأخرى ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا الله عليكم سلطانا مبينا إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ) .
وقيل : لا مفهوم لقوله ( من دون المؤمنين ) لأن آيات كثيرة دلت على النهي عن ولاية الكافرين مطلقا : كقوله ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضكم بعض ) وقوله ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزؤا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء ) وإلى الوجه مال الفخر .
واسم الإشارة في قوله ( ذلك ) بمعنى ذلك المذكور وهو مضمون قوله ( أولياء من دون المؤمنين ) .
والآية نهي عن موالاة الكافرين دون المؤمنين باعتبار القيد أو مطلقا والموالاة تكون بالظاهر والباطن وبالظاهر فقط وتعتورها أحوال تتبعها أحكام وقد استخلصت من ذلك ثمانية أحوال .
الحالة الأولى : أن يتخذ المسلم جماعة الكفر أو طائفته أولياء له في باطن أمره ميلا إلى كفرهم ونواء لأهل الإسلام وهذه الحالة كفر وهي حال المنافقين وفي حديث عتبان بن مالك : أن قائلا قال في مجلس رسول الله A " أين مالك بن الدخشن " فقال آخر " ذلك منافق لا يحب الله ورسوله " فقال النبي A " لا تقل ذلك أما سمعته يقول لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله " فقال القائل " الله ورسوله أعلم فإنا نرى وجهه ونصيحته إلى المنافقين " . فجعل هذا الرجل الانحياز إلى المنافقين علامة على النفاق لولا شهادة الرسول لمالك بالإيمان أي في قلبه مع إظهاره بشهادة لا إله إلا الله .
الحالة الثانية : الركون إلى طوائف الكفر ومظاهرتهم لأجل قرابة ومحبة دون الميل إلى دينهم في وقت يكون فيه الكفار متجاهرين بعداوة المسلمين والاستهزاء بهم وإذاهم كما كان معظم أحوال الكفار عند ظهور الإسلام مع عدم الانقطاع عن مودة المسلمين وهذه حالة لا توجب كفر صاحبها إلا أن ارتكابها إثم عظيم لأن صاحبها يوشك أن يواليهم على مضرة الإسلام على أنه من الواجب إظهار الحمية للإسلام والغيرة عليه كما قال العتابي : .
تود عدوي ثم تزعم أنني ... صديقك . إن الرأي عنك لعازب وفي مثلها نزل قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزئا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء ) قال ابن عطية : كانت كفار قريش من المستهزئين ) وفي مثل ذلك ورد قوله تعالى ( إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم ) الآية وقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ) الآية نزلت في قوم كان بينهم وبين اليهود جوار وحلف في الجاهلية فداموا عليه في الإسلام فكانوا يأنسون بهم ويستنيمون إليهم ومنهم أصحاب كعب بن الأشرف وأبي رافع ابن أبي الحقيق وكانا يؤذيان رسول الله A .
الحالة الثالثة : كذلك بدون أن يكون طوائف الكفار متجاهرين ببغض المسلمين ولا بأذاهم كما كان نصارى العرب عند ظهور الإسلام قال تعالى ( ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ) وكذلك كان حال الحبشة فإنهم حموا المؤمنين وآووهم قال الفخر : وهذه واسطة وهي لا توجب الكفر إلا أنه منهي عنه إذ قد يجر إلى استحسان ما هم عليه وانطلاء مكائدهم على المسلمين .
A E