وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقرأ نافع وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وأبو جعفر وخلف : ( الميت ) بتشديد التحتية . وقرأه ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم ويعقوب : بسكون التحتية وهما وجهان في لفظ الميت .
وقوله ( وترزق من تشاء بغير حساب ) هو كالتذييل لذلك كله .
والرزق ما ينتفع به الإنسان فيطلق على الطعام والثمار كقوله ( وجد عندها رزقا ) وقوله ( فليأتكم برزق منه ) ويطلق على أعم من ذلك مما ينتفع به كما في قوله تعالى ( يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب . وعندهم قاصرات الطرف أتراب ثم قال إن هذا لرزقنا ماله من نفاد ) وقوله ( قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله ) ومن ثم سميت الدراهم والدنانير رزقا : لأن بها يعوض ما هو رزق وفي هذا إيماء إلى بشارة للمسلمين بما أخبئ لهم من كنوز الممالك الفارسية والقيصرية وغيرها .
( لا يتخذ المؤمنون الكفرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير [ 28 ] ) استئناف عقب به الآي المتقدمة المتضمنة عداء المشركين للإسلام وأهله وحسد اليهود لهم وتوليهم عنه : من قوله ( إن الذين كفروا لن تغني عنهم ) إلى هنا .
فالمناسبة أن هذه كالنتيجة لما تقدمها : نهى الله المؤمنين بعد ما بين لهم بغي المخالفين وإعراضهم أن يتخذوا الكفار أولياء من دون المؤمنين ؛ لأن اتخاذهم أولياء بعد أن سفه الآخرون دينهم وسفهوا أحلامهم في اتباعه يعد ضعفا في الدين وتصويبا للمعتدين .
وشاع في اصطلاح القرآن إطلاق وصف الكفر على الشرك والكافرين والذين كفروا على المشركين ولعل تعليق النهي عن الاتخاذ بالكافرين بهذا المعنى هنا لأن المشركين هم الذين كان بينهم وبين المهاجرين صلات وأنساب ومودات ومخالطات مالية فكانوا بمظنة الموالاة مع بعضهم . وقد علم كل سامع أن من يشابه المشركين في موقفه تجاه الإسلام يكون تولي المؤمنين إياه كتوليهم المشركين . وقد يكون بالمراد بالكافرين جميع المخالفين في الدين : مثل المراد من قوله ( ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب ) فلذلك كله قيل : إن الآية نزلت في حاطب بن أبي بلتعه وكان من أفاضل المهاجرين وخلص المؤمنين إلا أنه تأول فكتب كتابا إلى قريش يعلمهم بتجهز النبي A لفتح مكة . وقيل : نزلت في أسماء ابنة أبي بكر لما استفتت رسول الله A في بر والدتها وصلتها أي قبل أن تجيء أمها إلى المدينة راغبة ؛ فإنه ثبتت في الصحيح أن النبي A قال لها : صلي أمك . وقيل : نزلت في فريق من الأنصار كانوا متولين لكعب بن الأشرف وأبي رافع ابن أبي الحقيق وهما يهوديان بيثرب . وقيل : نزلت في المنافقين وهم ممن يتولى اليهود ؛ إذ هم كفار جهتهم وقيل : نزلت في عبادة بن الصامت وكان له حلف مع اليهود فلما كان يوم الأحزاب قال عبادة للنبي A : إن معي خمسمائة رجل من اليهود وقد رأيت أن يخرجوا معي فأستظهر بهم على العدو . وقيل : نزلت في عمار بن ياسر لما أخذه المشركون فعذبوه عذابا شديدا فقال ما أرادوا منه فكفوا عنه فشكا ذلك إلى النبي A فقال له ( كيف تجد قلبك ) قال ( مطمئنا بالإيمان ) فقال : فإن عادوا فعد .
وقوله ( من دون المؤمنين ) ( من ) لتأكيد الظرفية .
والمعنى : مباعدين المؤمنين أي في الولاية وهو تقييد للنهي بحسب الظاهر فيكون المنهي عنه اتخاذ الكافرين أولياء دون المؤمنين أي ولاية المؤمن الكفار التي تنافي ولايته المؤمنين وذلك عندما يكون في تولي الكافرين إضرار بالمؤمنين وأصل القيود أن تكون للاحتراز ويدل لذلك قوله بعده ( ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء ) لأنه نفي لوصلة من يفعل ذلك بجانب الله تعالى في جميع الأحوال والعرب تقول ( أنت مني وأنا منك ) في معنى شدة الاتصال حتى كأن أحدهما جزء من الآخر أو مبتدأ منه ويقولون في الانفصال والقطيعة : لست مني ولست منك ؛ قال النابغة : .
" فإني لست منك ولست مني A E