وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله ( ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار ) الإشارة إلى توليهم وإعراضهم والباء للسببية : أي إنهم فعلوا ما فعلوا بسبب زعمهم أنهم في أمان من العذاب إلا أياما قليلة فانعدم اكتراثهم باتباع الحق ؛ لأن اعتقادهم النجاة من عذاب الله على كل حال جرأهم على ارتكاب مثل هذا الإعراض . وهذا الاعتقاد مع بطلانه مؤذن أيضا بسفالة همتهم الدينية فكانوا لا ينافسون في تزكية الأنفس . وعبر عن الاعتقاد بالقول دلالة على أن هذا الاعتقاد لا دليل عليه وأنه مفترى مدلس وهذه العقيدة عقيدة اليهود كما تقدم في البقرة .
وقوله ( وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون ) أي ما تقولوه على الدين وأدخلوه فيه فلذلك أتي بفي الدالة على الظرفية المجازية ومن جملة ما كانوا يفترونه قولهم ( لن تمسنا النار إلا أياما معدودة ) وكانوا أيضا يزعمون أن الله وعد يعقوب ألا يعذب أبناءه .
وقد أخبر الله تعالى عن مفاسد هذا الغرور والافتراء بإيقاعها في الضلال الدائم لأن المخالفة إذا لم تكن عن غرور فالإقلاع عنها مرجو أما المغرور فلا يترقب منه إقلاع . وقد ابتلى المسلمون بغرور كثير في تفاريع دينهم وافتراءات من الموضوعات عادت على مقاصد الدين وقواعد الشريعة بالإبطال وتفصيل ذلك في غير هذا المجال .
وقوله ( فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ) تفريع عن قوله ( وغرهم في دينهم ) أي إذا كان ذلك غرورا فكيف حالهم أو جزاؤهم إذا جمعناهم ووفيناهم جزاءهم والاستفهام هنا مستعمل في التعجيب والتفظيع مجازا .
و ( كيف ) هنا خبر لمحذوف دل على نوعه السياق و ( إذا ) ظرف منتصب بالذي عمل في مظروفه : وهو ما في كيف من معنى الاستفهام التفظيعي كقولك : كيف أنت إذا لقيت العدو وسيجيء زيادة بيان لمثل هذا التركيب عند قوله تعالى : ( فكيف إذا جئنا من كل أمة شهيد ) في سورة النساء .
( قل اللهم ملك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير [ 26 ] تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب [ 27 ] ) استئناف ابتدائي المقصود منه التعريض بأهل الكتاب بأن أعراضهم إنما هو حسد على زوال النبوة منهم وانقراض الملك منهم بتهديدهم وبإقامة الحجة عليهم في أنه لا عجب أنت تنتقل النبوة من بني إسرائيل إلى العرب مع الإيماء إلى أن الشريعة الإسلامية شريعة مقارنة للسلطان والملك .
و " اللهم " في كلام العرب خاص بنداء الله تعالى في الدعاء ومعناه يا الله . ولما كثر حذف حرف النداء معه قال النحاة : إن الميم عوض من حرف النداء يريدون أن لحاق الميم باسم الله في هذه الكلمة لما لم يقع إلا عند إرادة الدعاء صار غنيا عن جلب حرف النداء اختصاران وليس المراد أن الميم تفيد النداء . والظاهر أن الميم علامة تنوين في اللغة المنقول منها كلمة ( اللهم ) من عبرانية أو قحطانية وأن أصلها وأن أصلها لا هم مرادف إله .
ويدل على أن العرب نطقوا به هكذا في غير النداء كقول الأعشى : .
كدعوة من أبي رباح ... يسمعها اللهم الكبير وأنهم نطقوا به كذلك مع النداء كقول أبي خراش الهذلي : .
إني إذا ما حدث ألما ... أقول يا اللهم يا اللهما وأنهم يقولون يا الله كثيرا . وقال جمهور النحاة : إن الميم عوض عن حرف النداء المحذوف وإنه تعويض غير قياسي وإن ما وقع على خلاف ذلك شذوذ . وزعم الفراء أن اللهم مختزل من اسم الجلالة وجملة أصلها ( يا الله أم ) أي أقبل علينا بخير وكل ذلك تكلف لا دليل عليه .
والمالك هو المختص بالتصرف في شيء بجميع ما يتصرف في أمثاله مما يقصد من ذواتها ومنافعها وثمراتها بما يشاء فقد يكون ذلك بالانفراد وهو الأكثر وقد يكون بمشاركة : واسعة أو ضيقة .
A E