وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والرؤية بصرية بدليل تعديتها بحرف إلى : الذي يتعدى به فعل النظر وجوز صاحب الكشاف في قوله تعالى ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ) في سورة النساء : أن تكون الرؤية قلبية وتكون ( إلى ) داخلة على المفعول الأول لتأكيد اتصال العلم بالمعلوم وانتهائه المجازي إليه فتكون مثل قوله ( ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم ) .
وعرف المتحدث عنهم بطريق الموصولية دون لقبهم أعني اليهود لأن في الصلة ما يزيد التعجيب من حالهم ؛ لأن كونهم على علم من الكتاب قليل أو كثير من شأنه أن يصدهم عما أخبر به عنهم . على ما في هذه الصلة أيضا من توهين علمهم المزعوم .
والكتاب : التوراة فالتعريف للعهد وهو الظاهر وقيل : هو للجنس .
والمراد بالذين أوتوه هم اليهود وقيل : أريد النصارى أي أهل نجران .
والنصيب : القسط والحظ وتقدم عند قوله تعالى ( أولئك لهم نصيب مما كسبوا ) في سورة البقرة .
وتنكير ( نصيبا ) للنوعية وليس للتعظيم ؛ لأن المقام مقام تهاون بهم ويحتمل أن يكون التنوين للتقليل .
و ( من ) للتبعيض كما هو الظاهر من لفظ النصيب فالمراد بالكتاب جنس الكتب والنصيب هو كتابهم والمراد : أوتوا بعض كتابهم تعريضا بأنهم لا يعلمون من كتابهم إلا حظا يسيرا ويجوز كون من للبيان . والمعنى : أوتوا حظا من حظوظ الكمال هو الكتاب الذي أوتوه .
وجملة ( يدعون إلى كتاب الله ) في موضع الحال لأنها محل التعجيب وذلك باعتبار ضميمة ما عطف عليها وهو قوله ( ثم يتولى فريق منهم ) لأن ذلك هو العجيب لا أصل دعوتهم إلى كتاب الله وإذا جعلت ( تر ) قلبية فجملة يدعون في موضع المفعول الثاني وقد علمت بعده .
و ( كتاب الله ) : القرآن كما في قوله ( نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم ) فهو غير الكتاب المراد في قوله ( من الكتاب ) كما ينبئ به تغيير الأسلوب . والمعنى : يدعون إلى اتباع القرآن والنظر في معانيه ليحكم بينهم فيأبون . ويجوز أن يكون كتاب الله عين المراد من الكتاب وإنما غير اللفظ تفننا وتنويها بالمدعو إليه أي يدعون إلى كتابهم ليتأملوا منه فيعلموا تبشيره برسول يأتي من بعد وتلميحه إلى صفاته .
روي في سبب نزول هذه الآية : أن رسول الله A دخل مدراس اليهود فدعاهم إلى الإسلام فقال له نعيم بن عمرو والحارث بن زيد : على أي دين أنت قال : على ملة إبراهيم قالا : فإن إبراهيم كان يهوديا . فقال لهما : إن بيننا وبينكم التوراة فهلموا إليها فأبيا .
وقوله ( ثم يتولى فريق منهم ) ( ثم ) عاطفة جملة ( يتولى فريق منهم ) على جملة ( يدعون ) فالمعطوف هنا في حكم المفرد فدلت ( ثم ) على أن توليهم مستمر في أزمان كثيرة تبعد عن زمان الدعوة أي أنهم لا يرعوون فهم يتولون ثم يتولون ؛ لأن المرء قد يعرض غضبا أو لعظم المفاجأة بالأمر غير المترقب ثم يثوب إليه رشده ويراجع نفسه فيرجع وقد علم أن توليهم إثر الدعوة دون تراخ حاصل بفحوى الخطاب .
فدخول ( ثم ) للدلالة على التراخي الرتبي ؛ لأنهم قد يتولون إثر الدعوة ولكن أريد التعجيب من حالهم كيف يتولون بعد أن أوتوا الكتاب ونقلوه فإذا دعوا إلى كتابهم تولوا . والإتيان بالمضارع في قوله ( يتولون ) للدلالة على التجدد كقول جعفر ابن علبة الحارثي : .
ولا يكشف الغماء إلا ابن حرة ... يرى غمرات الموت ثم يزورها والتولي مجاز عن النفور والإباء وأصله الإعراض والانصراف عن المكان .
وجملة ( وهم معرضون ) حال مؤكدة لجملة ( يتولى فريق ) إذ التولي هو الإعراض ولما كانت حالا لم تكن فيها دلالة على الدوام والثبات فكانت دالة على تجدد الإعراض منهم المفاد أيضا من المضارع في قوله ( ثم يتولى فريق منهم ) .
A E