وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله ( وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم ) إبطال لكونهم حاصلين على هذا المعنى فأما المشركون فبعدهم عنه أشد البعد ظاهر وأما النصارى فقد ألهوا عيسى وجعلوا مريم صاحبة لله تعالى فهذا أصل لبطلان أن يكونوا أسلموا وجوههم لله ؛ لأنهم عبدوا مع الله غيره وصانعوا الأمم الحاكمة والملوك فأسسوا الدين على حسب ما يلذ لهم ويكسبهم الحظوة عندهم .
وأما اليهود فإنهم وإن لم يشركوا بالله قد نقضوا أصول التقوى فسفهوا الأنبياء وقتلوا بعضهم واستهزءوا بدعوة الخير إلى الله وغيروا الأحكام اتباعا للهوى وكذبوا الرسل وقتلوا الأحبار فأنى يكون هؤلاء قد أسلموا لله وأكبر مبطل لذلك هو تكذيبهم محمدا A دون النظر في دلائل صدقه .
ثم إن قوله ( فإن أسلموا فقد اهتدوا ) معناه : فإن التزموا النزول إلى التحقق بمعنى أسلمت وجهي لله فقد اهتدوا ولم يبق إلا أن يتبعوك لتلقي ما تبلغهم عن الله ؛ لأن ذلك أول معاني إسلام الوجه لله وإن تولوا وأعرضوا عن قولك لهم : آسلمتم فليس عليك من إعراضهم تبعة فإنما عليك البلاغ فقوله ( فإنما عليك البلاغ ) وقع موقع جواب الشرط وهو في المعنى علة الجواب فوقوعه موقع الجواب إيجاز بديع أي لا تحزن ولا تظنن أن عدم اهتدائهم وخيبتك في تحصيل إسلامهم كان لتقصير منك ؛ إذ لم تبعث إلا للتبليغ لا لتحصيل اهتداء المبلغ إليهم .
وقوله ( والله بصير بالعباد ) أي مطلع عليهم أتم الاطلاع فهو الذي يتولى جزاءهم وهو يعلم أنك بلغت ما أمرت به .
وقرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر ( اتبعن ) بإثبات ياء المتكلم في الوصل دون الوقف . وقرأ يعقوب بإثباتها في الحاليين والباقون بحذفها وصلا ووقفا .
( إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم [ 21 ] أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين [ 22 ] ) استئناف لبيان بعض أحوال اليهود المنافية إسلام الوجه لله فالمراد بأصحاب هذه الصلات خصوص اليهود وهم قد عرفوا بمضمون هذه الصلات في مواضع كثيرة من القرآن . والمناسبة : جريان الجدال مع النصارى وأن جعلوا جميعا في قرن قوله : ( وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم ) .
وجيء في هاته الصلات بالأفعال المضارعة لتدل على استحضار الحالة الفظيعة وليس المراد إفادة التجدد ؛ لأن ذلك وإن تأتى في قوله ( يكفرون ) لا يتأتى في قوله ( ويقتلون ) لأنهم قتلوا الأنبياء والذين يأمرون بالقسط في زمن مضى . والمراد من أصحاب هذه الصلات يهود العصر النبوي : لأنهم الذين توعدهم بعذاب أليم وإنما حمل هؤلاء تبعة أسلافهم لأنهم معتقدون سداد ما فعله أسلافهم الذين قتلوا زكريا لأنه حاول تخليص ابنه يحيى من القتل وقتلوا يحيى لإيمانه بعيسى وقتلوا النبي إرمياء بمصر وقتلوا حزقيال النبي لأجل توبيخه لهم على سوء أفعالهم وزعموا أنهم قتلوا عيسى عليه السلام فهود معدود عليهم بإقرارهم وإن كانوا كاذبين فيه وقتل منشا ابن حزقيال ملك إسرائيل النبي أشعياء : نشره بالمنشار لأنه نهاه عن المنكر بمرأى ومسمع من بني إسرائيل ولم يحموه فكان هذا القتل معدودا عليهم وكم قتلوا ممن يأمرون بالقسط وكل تلك الجرائم معدودة عليهم ؛ لأنهم رضوا بها وألحوا في وقوعها .
وقوله ( بغير حق ) ظرف مستقر في موضع الحال المؤكدة لمضمون جملة ( يقتلون النبيين ) إذ لا يكون قتل النبيين إلا بغير حق وليس له مفهوم لظهور عدم إرادة التقييد والاحتراز ؛ فإنه لا يقتل نبي بحق فذكر القيد في مثله لا إشكال عليه وإنما يجيء الإشكال في القيد الواقع في حيز النفي إذا لم يكن المقصود تسلط النفي عليه مثل قوله تعالى ( لا يسألون الناس إلحافا ) وقوله ( ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ) وقد تقدم في سورة البقرة .
والمقصود من هذه الحال زيادة تشويه فعلهم .
A E