وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وانتصب ( قائما بالقسط ) على الحال من الضمير في قوله ( إلا هو ) أي شهد بوحدانيته وقيامه بالعدل ويجوز أن يكون حالا من اسم الجلالة من قوله ( شهد الله ) فيكون حالا مؤكدة لمضمون شهد ؛ لأن الشهادة هذه قيام بالقسط فالشاهد بها قائم بالقسط قال تعالى ( كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ) . وزعم ابن هشام في الباب الرابع : أن كونه حالا مؤكدة وهم وعلله بما هو وهم وقد ذكر الشيخ محمد الرصاع جريان بحث في إعراب مثل هذه الحال في سورة الصف في درس شيخه محمد ابن عقاب .
والقيام هنا بمعنى المواظبة كقوله ( أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت ) وقوله ( ليقوم الناس بالقسط ) وتقول : الأمير قائم بمصالح الأمة كما تقول : ساهر عليها ومنه ( إقام الصلاة ) وقول أيمن بن خريم الأنصاري : .
أقامت غزالة سوق الضراب ... لأهل العراقين حولا قميطا وهو في الجميع تمثيل .
والقسط : العدل وهو مختصر من القسطاس بضم القاف روى البخاري عن مجاهد أنه قال : القسطاس : العدل بالرومية وهذه الكلمة ثابتة في اللغات الرومية وهي من اللاطينية ويطلق القسط والقسطاس على الميزان لأنه آلة للعدل قال تعالى ( وزنوا بالقسطاس المستقيم ) وقال ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة ) . وقد أقام الله القسط في تكوين العوالم على نظمها وفي تقدير بقاء الأنواع وإيداع أسباب المدافعة في نفوس الموجودات وفيما شرع للبشر من الشرائع في الاعتقاد والعمل : لدفع ظلم بعضهم بعضا وظلمهم أنفسهم فهو القائم بالعدل سبحانه وعدل الناس مقتبس من محاكاة عدله .
وقوله ( لا إله إلا هو ) تمجيد وتصديق نشأ عن شهادة الموجودات كلها له بذلك فهو تلقين الإقرار له بذلك على نحو قوله تعالى ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) أي اقتداء بالله وملائكته على أنه يفيد مع ذلك تأكيد الجملة السابقة ويمهد لوصفه تعالى بالعزيز الحكيم .
( إن الدين عند الله الإسلام ) قرأ جمهور القراء ( إن الدين ) بكسر همزة إن فهو استئناف ابتدائي لبيان فضيلة هذا الدين بأجمع عبارة وأوجزها .
وهذا شروع في أول غرض أنزلت فيه هذه السورة : غرض محاجة نصارى نجران فهذا الاستئناف من مناسبات افتتاح السورة بذكر تنزيل القرآن والتوراة والإنجيل ثم بتخصيص القرآن بالذكر وتفضيله بأن هديه يفوق هدي ما قبله من الكتب إذ هو الفرقان فإن ذلك أس الدين القويم ولما كان الكلام المتقدم مشتملا على تعريض باليهود والنصارى الذي كذبوا بالقرآن وإبطال لقول وفد نجران لما طلب منهم الرسول A الإسلام " أسلمنا قبلك " فقال لهم " كذبتم " روى الواحدي ومحمد بن إسحاق : أن وفد نجران لما دخلوا المسجد النبوي تكلم السيد والعاقب فقال لهما رسول الله " أسلما " قالا " قد أسلمنا قبلك " قال " كذبتما يمنعكما من الإسلام دعاؤكما لله ولدا وعبادتكما الصليب " ناسب أن ينوه بعد ذلك بالإسلام الذي جاء به القرآن ولذلك عطف على هذه الجملة قوله ( وما اختلف الذين أتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم ) .
واعلم أن جمل الكلام البليغ لا يخلو انتظامها عن المناسبة وإن كان بعضها استئنافا وإنما لا تطلب المناسبة في المحادثات والاقتضابات .
وتوكيد الكلام بإن تحقيق لما تضمنه من حصر حقيقة الدين عند الله في الإسلام : أي الدين الكامل .
وقرأ الكسائي ( أن الدين ) بفتح همزة أن على أنه بدل من ( أنه لا إله إلا هو ) أي شهد الله بأن الدين عند الله الإسلام A E