وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والإشارة بقوله ( ذلك متاع الحياة الدنيا ) إلى جميع ما تقدم ذكره . وأفرد كاف الخطاب لأن الخطاب للنبي A أو لغير معين على أن علامة المخاطب الواحد هي الغالب في الاقتران بأسماء الإشارة لإرادة البعد والبعد هنا بعد مجازي بمعنى الرفعة والنفاسة .
والمتاع مؤذن بالقلة وهو ما يستمتع به مدة .
ومعنى ( والله عنده حسن المآب ) أن ثواب الله خير من ذلك . والمآب : المرجع وهو هنا مصدر مفعل من آب يؤوب وأصله مأوب نقلت حركة الواو إلى الهمزة وقلبت الواو ألفا والمراد به العاقبة في الدنيا والآخرة .
( قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهر خالدين فيها وأزوج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد [ 15 ] الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار [ 16 ] الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار [ 16 ] ) استئناف بياني فإنه نشأ عن قوله ( زين للناس ) المقتضي أن الكلام مسوق مساق الغض من هذه الشهوات . وافتتح الاستئناف بكلمة ( قل ) للاهتمام بالمقول والمخاطب بقل النبي A . والاستفهام للعرض تشويقا من نفوس المخاطبين إلى تلقي ما سيقص عليهم كقوله تعالى ( هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ) الآية .
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس عن يعقوب : ( أونبئكم ) بتسهيل الهمزة الثانية واوا . وقرأه ابن عامر وحمزة وعاصم والكسائي وروح عن يعقوب وخلف : بتحقيق الهمزتين .
وجملة ( للذين اتقوا عند ربهم جنات ) مستأنفة وهي المنبأ به ويجوز أن يكون ( للذين اتقوا ) متعلقا بقوله ( خير ) و ( جنات ) مبتدأ محذوف الخبر : أي لهم أو خبرا لمبتدأ محذوف . وقد ألغي ما يقابل شهوات الدنيا في ذكر نعيم الآخرة ؛ لأن لذة البنين ولذة المال هنالك مفقودة للاستغناء عنها وكذلك لذة الخيل والأنعام ؛ إذ لا دواب في الجنة فبقي ما يقابل النساء والحرث وهو الجنات والأزواج لأن بهما تمام النعيم والتأنس وزيد عليهما رضوان الله الذي حرمه من جعل حظه لذات الدنيا وأعرض عن الآخرة . ومعنى المطهرة المنزهة مما يعتري نساء البشر مما تشمئز منه النفوس فالطهارة هنا حسية ى معنوية .
وعطف ( رضوان من الله ) على ما أعد للذين اتقوا عند الله : لأن رضوانه أعظم من ذلك النعيم المادي ؛ لأن رضوان الله تقريب روحاني قال تعالى ( ورضوان من الله أكبر ) .
وقرأ الجمهور : ( رضوان ) بكسر الراء وقرأه أبو بكر عن عاصم : بضم الراء وهما لغتان .
وأظهر اسم الجلالة في قوله ( ورضوان من الله ) دون أن يقول ورضوان منه أي من ربهم : لما في اسم الجلالة من الإيماء إلى عظمة ذلك الرضوان .
وجملة ( والله بصير بالعباد ) اعتراض لبيان الوعد أي أنه عليم بالذين اتقوا ومراتب تقواهم فهو يجازيهم ولتضمن بصير معنى عليم عدي بالباء . وإظهار اسم الجلالة في قوله ( والله بصير بالعباد ) لقصد استقلال الجملة لتكون كالمثل .
وقوله ( الذين يقولون ) عطف بيان ( للذين اتقوا ) وصفهم بالتقوى وبالتوجه إلى الله تعالى بطلب المغفرة . ومعنى القول هنا الكلام المطابق للواقع في الخبر والجاري على فرط الرغبة في الدعاء في قولهم ( فاغفر لنا ذنوبنا ) الخ وإنما يجري كذلك إذا سعى الداعي في وسائل الإجابة وترقبها بأسبابها التي ترشد إليها التقوى فلا يجازى هذا الجزاء من قال ذلك بفمه ولم يعمل له .
A E