وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ومحبة الأبناء أيضا في الطبع : إذ جعل الله في الوالدين . من الرجال والنساء شعورا وجدانيا يشعر بأن الولد قطعة منهما ليكون ذلك مدعاة إلى المحافظة على الولد الذي هو الجيل المستقبل وببقائه بقاء النوع فهذا بقاء النوع بحفظه من الاضمحلال المكتوب عليه وفي الولد أيضا حفظ للنوع من الاضمحلال العارض بالاعتداء على الضعيف من النوع ؛ لأن الإنسان يعرض له الضعف بعد القوة فيكون ولده دافعا عنه عداء من يعتدي عليه فكما دفع الوالد عن ابنه في حال ضعفه يدفع الولد عن الوالد في حال ضعفه .
والذهب والفضة شهوتان بحسن منظرهما وما يتخذ منهما من حلي للرجال والنساء والنقدان منهما : الدنانير والدراهم شهوة لما أودع الله في النفوس منذر العصور المتوغلة في القدم من حب النقود التي بها دفع أعواض الأشياء المحتاج إليها .
( والقناطير ) جمع قنطار وهو ما يزن مائة رطل وأصله معرب قيل عن الرومية اللاتينية الشرقية كما نقله النقاش عن الكلبي وهو الصحيح ؛ فإن أصله في اللاتينية " كينتال " وهو مائة رطل . وقال ابن سده : هو معرب عن السريانية . فما في الكشاف في سورة النساء أن القنطار مأخوذ من قنطرت الشيء إذا رفعته تكلف . وقد كان القنطار عند العرب وزنا ومقدارا من الثروة يبلغه بعض المثرين : وهو لأن يبلغ ماله مائة رطل فضة ويقولون : قنطر الرجل إذا بلغ ماله قنطارا وهو اثنا عشر ألف دينار أي ما يساوي قنطارا من الفضة وقد يقال : هو مقدار مائة ألف دينار من الذهب .
و ( المقنطرة ) أريد بها هنا المضاعفة المتكاثرة لأن اشتقاق الوصف من اسم الشيء الموصوف إذا اشتهر صاحب الاسم بصفة يؤذن ذلك الاشتقاق بمبالغة في الحاصل به كقولهم : ليل أليل وظل ظليل وداهية دهياء وشعر شاعر وإبل مؤبلة وآلاف مؤلفة .
( والخيل ) محبوبة مرغوبة في العصور الماضية وفيما بعدها لم ينسها ما تفنن فيه البشر من صنوف المراكب برا وبحرا وجوا فالأمم المتحضرة اليوم مع ما لديهم من القطارات التي تجري بالبخار وبالكهرباء على السكك الحديدية ومن سفائن البحر العظيمة التي تسيرها آلات البخار ومن السيارات الصغيرة المسيرة باللوالب تحركها حرارة النفط المصفى ومن الطيارات في الهواء مما لم يبلغ إليه البشر في عصر مضى كل ذلك لم يغن الناس عن ركوب ظهور الخيل وجر العربات بمطهمات الأفراس والعناية بالمسابقة بين الأفراس .
وذكر الخيل لتواطؤ نفوس أهل البذخ علم محبة ركوبها قال امرؤ القيس : .
" كأني لم أركب جوادا للذة و ( المسومة ) الأظهر فيه ما قيل : إنه الراعية فهو مشتق من السوم وهو الرعي يقال : أسام الماشية إذا رعى بها في المرعى فتكون مادة فعل للتكثير أي التي تترك في المراعي مددا طويلة وإنما يكون ذلك لسعة أصحابها وكثرة مراعيهم فتكون خيلهم مكرمة في المروج والرياض وفي الحديث في ذكر الخيل " فأطال لها في مرج أو روضة " .
وقيل : المسومة من السومة بضم السين وهي السمة أي العلامة من صوف أو نحوه وإنما يجعلون لها ذلك تنويها بكرمها وحسن بلائها في الحرب قال العتابي : .
ولولاهن قد سومت مهري ... وفي الرحمان للضعفاء كاف يريد جعلت له سومة أفراس الجهاد أي علامتها وقد تقدم اشتقاق السمة والسومة عند قوله تعالى ( تعرفهم بسيماهم ) في سورة البقرة .
( والأنعام ) زينة لأهل الوبر قال تعالى ( ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون ) وفيها منافع عظيمة أشار إليها قوله تعالى ( والأنعام خلقها لكم فيها دفء ) الآيات في سورة النحل وقد لا تتعلق شهوات أهل المدن بشدة الإقبال على الأنعام لكنهم يحبون مشاهدها ويعنون بالارتياح إليها إجمالا .
( والحرث ) أصله مصدر حرث الأرض إذا شقها بآلة ليزرع فيها أو يغرس وأطلق هذا المصدر على المحروث فصار يطلق على الجنات والحوائط وحقول الزرع وتقدم عند قوله تعالى ( نساؤكم حرث لكم ) في سورة البقرة وعند قوله ( ولا تسقي الحرث ) فيها .
A E