وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والرؤية هنا بصرية لقوله ( رأي العين ) . والظاهر أن الكفار رأوا المسلمين يوم بدر عند اللقاء والتلاحم مثلي عددهم فوقع الرعب في قلوبهم فانهزموا . فهذه الرؤية جعلت آية لمن رأوها وتحققوا بعد الهزيمة أنهم كانوا واهمين فيما رأوه ليكون ذلك أشد حسرة لهم وتكون هذه الرؤية غير الرؤية المذكورة في الأنفال بقوله ( ويقللكم في أعينهم ) فإن تلك يناسب أن تكون وقعت قبل التلاحم حتى يتسخف المشركون بالمسلمين فلا يأخذوا أهبتهم للقائم فلما لاقوهم رأوهم مثلي عددهم فدخلهم الرعب والهزيمة وتحققوا قلة المسلمين بعد انكشاف الملحمة فقد كانت إرادة القلة وإرادة الكثرة سببي نصر للمسلمين بعجيب صنع الله تعالى . وجوز أن يكون المسلمون رأوا المشركين مثلي عدد المؤمنين وكان المشركون ثلاثة أمثالهم فقللهم الله في أعين المسلمين لئلا يفشلوا ؛ لأنهم قد علموا من قبل أن المسلم يغلب كافرين فلو علموا أنهم ثلاثة أضعافهم لخافوا الهزيمة وتكون هذه الإراءة هي الإراءة المذكورة في سورة الأنفال ( وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ) ويكون ضمير الغيبة في قوله ( مثليهم ) راجعا للمسلمين على طريقة الالتفات وأصله ترونهم مثليكم على أنه من المقول .
وقرأ نافع وأبو جعفر ويعقوب : ترونهم بتاء الخطاب وقرأه الباقون بياء الغيبة : على أنه حال من ( أخرى كافرة ) أو من ( فئة تقاتل في سبيل الله ) أي مثلي عدد المرئين إن كان الراءون هم المشركين أو مثلي عدد الرائين إن كان الراءون هم المسلمين ؛ لأن كليهما جرى ضميره على الغيبة وكلتا الرؤيتين قد وقعت يوم بدر وكل فئة علمت رؤيتها وتحديت بهاته الآية . وعلى هذه القراءة يكون العدول عن التعبير بفئتكم وفئتهم إلى قوله ( فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة ) لقصد صلوحية ضمير الغيبة لكلتا الفئتين فيفيد اللفظ آيتين على التوزيع بطريقة التوجيه .
و ( رأي العين ) مصدر مبين لنوع الرؤية : إذ كان ( فعل رأى ) يحتمل البصر والقلب وإضافته إلى العين دليل على أنه يستعمل مصدرا لرأى القلبية كيف والرأي اسم للعقل وتشاركها فيها رأى البصرية بخلاف الرؤية فخاصة بالبصرية .
وجملة ( والله يؤيد بنصره من يشاء ) تذييل ؛ لأن تلك الرؤية كيفما فسرت تأييد للمسلمين قال تعالى ( وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا ) .
( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعم والحرث ذلك متع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب [ 14 ] ) استئناف نشأ عن قوله ( لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم ) إذ كانت إضافة أموال وأولاد إلى ضمير ( هم ) على أنها معلومة للمسلمين قصد منه عظة المسلمين ألا يغتروا أولادهمبحال الذين كفروا فتعجبهم زينة الدنيا وتلهيهم عن التهمم بها به الفوز في الآخرة فإن التحذير يستدعي التحذير من البدايات وقد صدر هذا الوعظ والتأديب ببيان مدخل هذه الحالة إلى النفوس حتى يكونوا على أشد الحذر منها ؛ لأن ما قرارته النفس ينساب إليها مع الأنفاس .
والتزيين تصيير الشيء زينا أي حسنا فهو تحسين الشيء المحتاج إلى التحسين وإزالة ما يعتريه من القبح أو التشويه ولذلك سمي الحلاق مزينا .
وقال امرؤ القيس : .
الحرب أول ما تكون فتية ... تسعى بزينتها لكل جهول فالزينة هي ما في الشيء من المحاسن : التي ترغب الناظرين في اقتنائه قال تعالى ( تريد زينة الحياة الدنيا ) . وكلمة زين قليلة الدوران في كلام العرب مع حسنها وخفتها قال عمر بن أبي ربيعة : .
أزمعت خلتي مع الفجر بينا ... جلل الله ذلك الوجه زينا وفي حديث سنن أبي داود : أن أبا برزة الأسلمي دخل على عبيد الله بن زياد وقد أرسل إليه ليسأله عن حديث الحوض فلما دخل أبو برزة قال عبيد الله لجلسائه : إن محمديكم هذا الدحداح . قال أبو برزة : " ما كنت أحسب أني أبقى في قوم يعيرونني بصحبة محمد " . فقال عبيد الله " إن صحبة محمد لك زين غير شين " .
A E