وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد [ 12 ] قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقتل في سبيل الله وأخرى كافرة ترونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد ب نصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولى الأبصار [ 13 ] ) استئناف ابتدائي للانتقال من النذارة إلى التهديد ومن ضرب المثل لهم بأحوال سلفهم في الكفر إلى ضرب المثل لهم بسابق أحوالهم المؤذنة بأن أمرهم صائر إلى زوال وأن أمر الإسلام ستندك له صم الجبال . وجيء في هذا التهديد بأطنب عبارة وأبلغها ؛ لأن المقام مقام إطناب لمزيد الموعظة والتذكير بوصف يوم كان عليهم يعلمونه . و ( الذين كفروا ) يحتمل أن المراد بهم المذكورون في قوله ( إن الذين كفروا لن تغني عنهم ) فيجيء فيه ما تقدم والعدول عن ضير ( هم ) إلى الاسم الظاهر لاستقلال هذه النذارة .
والظاهر أن المراد بهم المشركون خاصة ولذلك أعيد الاسم الظاهر ولم يؤت بالضمير بقرينة قوله بعده ( قد كان لكم آية ) إلى قوله ( ترونهم مثليهم رأي العين ) وذلك مما شاهده المشركون يوم بدر .
وقد قيل : أريد بالذين كفروا خصوص اليهود وذكروا لذلك سببا رواه الواحدي في أسباب النزول : أن يهود يثرب كانوا عاهدوا رسول الله A إلى مدة فلما أصاب المسلمين يوم أحد ما أصابهم من النكبة . نقضوا العهد وانطلق كعب بن الأشرف في ستين راكبا إلى أبي سفيان بمكة وقالوا لهم : لتكونن كلمتنا واحدة فلما رجعوا إلى المدينة أنزلت هذه الآية .
وروى محمد بن إسحاق : أن رسول الله A لما غلب قريشا ببدر ورجع إلى المدينة جمع اليهود وقال لهم " يا معشر اليهود احذروا من الله مثل ما نزل بقريش وأسلموا فقد عرفتم أني نبي مرسل " فقالوا " يا محمد لا يغرنك أنك لقيت قوما أغمارا لا معرفة لهم بالحرب فأصبت فيهم فرصة أما والله لو قاتلناك لعرفت أنا نحن الناس " فأنزل الله هذه الآية . وعلى هاتين الروايتين فالغلب الذي أنذروا به هو فتح قريظة والنضير وخيبر وأيضا فالتهديد والوعيد شامل للفريقين في جميع الأحوال .
وعطف ( بئس المهاد ) على ( ستغلبون ) عطف الإنشاء على الخبر .
وقرأ الجمهور ( ستغلبون وتحشرون ) كلتيهما بتاء الخطاب وقرأه حمزة والكسائي وخلف بياء الغيبة وهما وجهان فيما يحكى بالقول لمخاطب والخطاب أكثر : كقوله تعالى ( ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم ) ولم يقل ربك ربهم .
والخطاب في قوله ( قد كان لكم آية ) خطاب للذين كفروا كما هو الظاهر ؛ لأن المقام للمحاجة فأعقب الإنذار والوعيد بإقامة الحجة . فيكون من جملة المقول ويجوز أن يكون الخطاب للمسلمين فيكون استئنافا ناشئا عن قوله ستغلبون ؛ إذ لعل كثرة المخاطبين من المشركين أو اليهود أو كليهما يثير تعجب السامعين من غلبهم فذكرهم الله بما كان يوم بدر .
والفئتان هما المسلمون والمشركون يوم بدر .
والالتقاء : اللقاء وصيغة الافتعال فيه للمبالغة واللقاء مصادفة الشخص شخصا في مكان واحد ويطلق اللقاء على البروز للقتال كما في قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ) وسيأتي . والالتقاء يطلق كذلك كقول أنيف بن زبان : .
فلما التقينا بين السيف بيننا ... لسائلة عنا حفي سؤالها وهذه الآية تحتمل المعنيين .
وقوله ( فئة تقاتل ) تفصيل للفئتين وهو مرفوع على أنه صدر جملة للاستئناف في التفصيل والتقسم الوارد بعد الإجمال والجمع .
والفئة : الجماعة من الناس ؛ وقد تقدم الكلام عليها في قوله تعالى ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ) في سورة البقرة .
والخطاب في ( ترونهم ) كالخطاب في قوله ( قد كان لكم ) .
A E