وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والتوراة اسم للكتاب المنزل على موسى عليه السلام . وهو اسم عبراني أصلة طورا بمعنى الهدي والظاهر أنه اسم للألواح التي فيها الكلمات العشر التي نزلت على موسى عليه السلام في جبل الطور ؛ لأنها أصل الشريعة التي جاءت في كتب موسى فأطلق ذلك الاسم على جميع كتب موسى واليهود يقولون " سفر طورا " فلما دخل هذا الاسم إلى العربية أدخلوا عليه لام التعريف التي تدخل على الأوصاف والنكرات لتصير أعلاما بالغلبة : مثل العقبة ومن أهل اللغة والتفسير من حاولوا توجيها لاشتقاقه اشتقاقا عربيا فقالوا : إنه مشتق من الوري وهو الوقد بوزن تفعلة أو فوعلة وربما أقدمهم على ذلك أمران : أحدهما دخول حرف التعريف عليه وهو لا يدخل على الأسماء العجمية وأجيب بأن لا مانع من دخولها على المعرب كما قالوا : الإسكندرية وهذا جواب غير صحيح ؛ لأن الإسكندرية وزن عربي ؛ إذ هو نسب إلى إسكندر فالوجه في الجواب أنه إنما ألزم التعريف لأنه معرب عن اسم بمعنى الوصف اسم علم فلما عربوه ألزموه اللام لذلك .
الثاني أنها كتبت في المصحف بالياء وهذا لم يذكروه في توجيه كونه عربيا وسبب كتابته كذلك الإشارة إلى لغة إمالته .
وأما الإنجيل فاسم للوحي الذي أوحي به إلى عيسى عليه السلام فجمعه أصحابه .
وهو اسم معرب قيل من الرومية وأصله ( إثانجيليوم ) أي الخبر الطيب فمدلوله مدلول اسم الجنس ولذلك أدخلوا عليه كلمة التعريف في اللغة الرومية فلما عربه العرب أدخلوا عليه حرف التعريف وذكر القرطبي عن الثعلبي أن الإنجيل في السريانية وهي الآرامية ( أنكليون ) ولعل الثعلبي اشتبه عليه الرومية بالسريانية لأن هذه الكلمة ليست سريانية وإنما لما نطق بها نصارى العراق وظنها سريانية أو لعل في العبارة تحريفا وصوابها اليونانية وهو في اليونانية ( أووانيليون ) أي اللفظ الفصيح . وقد حاول بعض أهل اللغة والتفسير جعله مشتقا من النجل وهو الماء الذي يخرج من الأرض وذلك تعسف أيضا . وهمزة الإنجيل مكسورة في الأشهر ليجري على وزن الأسماء العربية ؛ لأن إفعيلا موجود بقلة مثل إبزيم . وربما نطق به يفتح الهمزة وذلك لا نظير له في العربية .
و ( من قبل ) يتعلق بأنزل والأحسن أن يكون حالا أولى من التوراة والإنجيل و ( هدى ) حال ثانية . والمضاف إليه قبل محذوف منوي معنى كما اقتضاه بناء قبل على الضم والتقدير من قبل هذا الزمان وهو زمان نزول القرآن .
وتقديم ( من قبل ) على ( هدى للناس ) للاهتمام به . وأما ذكر هذا القيد فلكي لا يتوهم أن هدى التوراة والإنجيل مستمر بعد نزول القرآن . وفيه إشارة إلى أنها كالمقدمات لنزول القرآن الذي هو تمام مراد الله من البشر ( إن الدين عند الله الإسلام ) فالهدى الذي سبقه غير تام .
و ( للناس ) تعريفه إما للعهد : وهم الناس الذين خوطبوا بالكتابين وإما للاستغراق العرفي : فإنهما وإن خوطب بهما ناس معروفون فإن ما اشتملا عليه يهتدي به كل من أراد أن يهتدي وقد تهود وتنصر كثير ممن لم تشملهم دعوة موسى عليه وعيسى عليهما السلام ولا يدخل في العموم الناس الذين دعاهم محمد صلى الله عليه وسلم : لأن القرآن أبطل أحكام الكتابين وأما كون شرع من قبلنا شرعا لنا عند معظم أهل الأصول فذلك فيما حكاه عنهم القرآن لا ما يوجد في الكتابين فلا يستقيم اعتبار الاستغراق بهذا الاعتبار بل بما ذكرناه .
والفرقان في الأصل مصدر فرق كالشكران والكفران والبهتان ثم أطلق عليه ما يفرق به بين الحق والباطل قال تعالى ( وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان ) وهو يوم بدر . وسمي به القرآن قال تعالى ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ) والمراد بالفرقان هنا القرآن ؛ لأنه يفرق بين الحق والباطل وفي وصفه بذلك تفضيل لهديه على هدي التوراة والإنجيل لأن التفرقة بين الحق والباطل أعظم أحوال الهدي لما فيها من البرهان وإزالة الشبهة . وإعادة قوله ( وأنزل الفرقان ) بعد قوله ( نزل عليك الكتاب بالحق ) للاهتمام وليوصل الكلام به في قوله ( إن الذين كفروا بآيات الله ) الآية أي بآياته في القرآن .
( إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام [ 4 ] ) A E