وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وجملة ( واعلموا أن الله سميع عليم ) حث على القتال وتحذير من تركه بتذكيرهم بإحاطة علم الله تعالى بجميع المعلومات : ظاهرها وباطنها . وقدم وصف سميع وهو أخص من عليم اهتمام به هنا ؛ لأن معظم أحوال القتال في سبيل الله من الأمور المسموعة مثل جلبة الجيش وقعقعة السلاح وصهيل الخيل . ثم ذكر وصف عليم لأنه يعم العلم بجميع المعلومات وفيها ما هو من حديث النفس مثل خلق الخوف وتسويل النفس القعود عن القتال وفي هذا تعريض بالوعد والوعيد .
وافتتاح الجملة بقوله ( وأعلموا ) للتنبيه على ما تحتوي عليه من معنى صريح وتعريض وقد تقدم قريبا عند قوله تعالى ( واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه ) .
( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبصط وإليه ترجعون [ 245 ] ) اعتراض بين جملة ( ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم ) إلى آخرها وجملة ( ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل ) الآية قصد به الاستطراد للحث على الإنفاق لوجه الله في طرق البر لمناسبة الحث على القتال فإن القتال يستدعي إنفاق المقاتل على نفسه في العدة والمؤونة مع الحث على إنفاق الواجد فضلا في سبيل الله : بإعطاء العدة لمن لا عدة له والإنفاق على المعسرين من الجيش وفيها تبيين لمضمون جملة ( واعلموا أن الله سميع عليم ) فكانت ذات ثلاثة أغراض .
و ( القرض ) إسلاف المال ونحوه بنية إرجاع مثله ويطلق مجازا على البذل لأجل الجزاء فيشمل بهذا المعنى بذل النفس والجسم رجاء الثواب ففعل بقرض مستعمل في حقيقته ومجازه .
والاستفهام في قوله ( من ذا الذي يقرض الله ) مستعمل في التحضيض والتهييج على الاتصاف بالخير كأن المستفهم لا يدري من هو أهل هذا الخير والجدير به قال طرفة : .
إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني ... عنيت فلم أكسل ولم أتبلد و ( ذا ) بعد أسماء الاستفهام قد يكون مستعملا في معناه كما تقول وقد رأيت شخصا لا تعرفه : ( من ذا ) فإذا لم يكن في مقام الكلام شيء يصلح لأن يشار إليه بالاستفهام كان استعمال ( ذا ) بعد اسم الاستفهام للإشارة المجازية بأن يتصور المتكلم في ذهنه شخصا موهوما مجهولا صدر منه فعل فهو يسأل عن تعيينه وإنما يكون ذلك للاهتمام بالفعل الواقع وتطلب معرفة فاعله ولكون هذا الاستعمال يلازم ذكر فعل بعد اسم الإشارة قال النحاة كلهم بصريهم وكوفيهم : بأن ( ذا ) مع الاستفهام تتحول إلى اسم موصول مبهم غير معهود فعدوه اسم موصول وبوب سيبويه في كتابه فقال " باب إجرائهم ذا وحده بمنزلة الذي وليس يكون كالذي إلا مع ( ما ) و ( من ) في الاستفهام فيكون ( ذا ) بمنزلة الذي ويكون ما " أي أو من " حرف الاستفهام وإجراؤهم إياه مع ما " أي أو من " بمنزلة اسم واحد " مثله بقوله تعالى ( ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا ) وبقية أسماء الإشارة مثل اسم ( ذا ) عند الكوفيين وأما البصريون فقصروا هذا الاستعمال على ( ذا ) وليس مرادهم أن ذا مع الاستفهام يصير اسم موصول ؛ فإنه يكثر في الكلام أن يقع بعده اسم موصول كما في هذه الآية ولا معنى لوقوع اسمي موصول صلتهما واحدة ولكنهم أرادوا أنه يفيد مفاد اسم الموصول فيكون ما بعده من فعل أو وصف في معنى صلة الموصول وإنما دونوا ذلك لأنهم تناسوا ما في استعمال ذا في الاستفهام من المجاز فكان تدوينها قليل الجدوى .
والوجه أن ( ذا ) في الاستفهام لا يخرج عن كونه للإشارة وإنما هي إشارة مجازية والفعل الذي يجيء بعده يكون في موضع الحال . فوزان قوله تعالى ( ماذا أنزل ربكم ) وزان قول يزيد بن ربيعة بن مفرغ يخاطب بغلته : .
" نجوت وهذا تحملين طليق والإقراض : فعل القرض . والقرض : السلف وهو بذل شيء ليرد مثله أو مساويه واستعمل هنا مجازا في البذل الذي يرجى الجزاء عليه تأكيدا في تحقيق حصول التعويض والجزاء . ووصف القرض بالحسن لأنه لا يرضي الله به إلا إذا كان معبرا عن شوائب الرياء والأذى كما قال النابغة : .
" ليست بذات عقارب A E